‏إظهار الرسائل ذات التسميات الخليج العربي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الخليج العربي. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 26 يونيو 2019

تأجيج الحرب بين السعودية وإيران.. السيناريو الثالث لمستقبل المنطقة من معهد راند

مهم قراءة هذا الموضوع:

قدّم معهد راند، عام 2016 أربعة سيناريوهات محتملة في الشرق الأوسط حملت عنوان “مستقبل العلاقات الطائفية في الشرق الأوسط”، كتبها كل من جيفري مارتيني، وهيذر ويليامز، وولياميونغ. وتتكون الدراسة من 16 صفحة، ومن يتابع ما يجري في المنطقة العربية هذه الأيام فلا شك أنه سيستحضر هذه السيناريوهات وخصوصًا الثالث منها، فما هو هذا السيناريو؟

السيناريو الثالث: استراتيجية "حافة الهاوية تجلب الانفراج"، يحمل في طياته رؤية الحرب بين السعودية وإيران عبر تأجيج الصراع والطائفية واستمرار حرب الوكالة في المنطقة العربية. وذلك عبر دافعين ـ كما جاء في التصور: طابع الخطاب الديني، والدول الإقليمية والجهات الفاعلة من خارج المنطقة، و”يتسم هذا السيناريو بتصعيد الصراع الطائفي الذي يتجّه نحو صراع إقليمي يضع السعودية وإيران في مواجهة عسكرية مباشرة قبل أن يتراجع في نهاية المطاف”.

وإيحاءات هذا السيناريو جميعها تتجه إلى حرب في النهاية بين المملكة وإيران، وأوجد في نفس الوقت انفراجة في وسط المعمعة التي تصورها، بحيث يلجأ البلدان إلى التهدئة وعدم الذهاب إلى حافة الهاوية، وتوقف الخطاب الديني المتشدد في السعودية وفي نفس الوقت توقف الباسيج عن أفعالهم في الطرف الإيراني. ورأي السيناريو أن هذا التصور هو الأكثر صعوبة من ناحية تصميم التدخلات السياسية إذ يفيد أحد تفسيراته أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسّن. وكأنه يشير إلى أنه يجب أن تذهب إلى الأسوأ!!

فهل نقرأ ونعي ما نقرأ؟ أم نعتقد أن ما يكتب هو مجرد مرئيات يضعها المنظرون ولا تتم على أرض الواقع؟.. إن هذا السيناريو الذي يعتمد على دافعين: الخطاب الديني، الذي يفترض فيه تأجيج الطائفية. والدول الإقليمية، الدول الإقليمية يا عرب.. أي دول منطقتنا بالإضافة إلى تركيا وقطعًا إسرائيل معها. ويعزز ذلك الجهات الفاعلة من خارج المنطقة، وأمريكا فعلاً تسعى إلى تأجيج الصراع، وتحاول الزج بالسعودية في حرب مع إيران، وبمساندة الخونة من الشعوب العربية والعملاء للإستعمار الغربي.

إلى متى يا عرب؟

ــــــــــ

إقرأ التقرير عبر هذا الرابط


.

.

.

.

.

الجمعة، 21 يونيو 2019

إنسانية أمريكا بين العراق وإيران

أمريكا لن تضرب إيران

إيران محمية إسرائيلية

4 مليون قتيل عراقي ولم تتوقف أمريكا

150 إيرانيًا أظهروا الوجه الإنساني للبيت الأبيض!!

احتلال أمريكا للعراق منذ 2003 إلى اليوم كلف العراق 4 مليون قتيل بحسب أحد المراكز المتخصصة، واليوم تظهر إنسانية الولايات المتحدة الأمريكية عبر تصريحات السيد ترامب بأنه تراجع عن ضرب إيران لأن الضربة ستقتل 150 مدنيًا! أليست سخرية ما تقوله أمريكا على لسان رئيسها؟ّ وألا يعد هذا خنوعًا من الأمريكان وهم يشاهدون طائرة من طائراتهم الاستطلاعية وهي تتهاوى بصاروخ إيراني ولا تستطيع فعل شيء حياله؟ ماذا تريد أن تثبت أمريكا في المنطقة؟

إن أسلوب تضارب التصاريح، وطريقة التصريحات الرنانة ونقضها من قبل ترامب يقدم دليلاً للعرب أن متخذي القرارات فيها لا يريدون الاقتراب من إيران.. وتوالي كذب الرئيس يدلل على توجه أمريكا نحو تقسيم المنطقة العربية.

ما يجب أن يدركه الجميع، وأن يقرأه بشكل جيد هو:

ـ أمريكا في سياستها الخارجية دولة عصابات، وإيران مثلها دولة عصابات... وتوجههما متفق عليه، فسياستهما واحدة.. ولن يختلفا مهما حدث. ولن تضرب أمريكا إيران مهما امتد الزمن.

ـ متخذو القرار في أمريكا لا يفكرون إلا في مصلحة إسرائيل وطالما أن إيران تخدم هذه المصلحة فلن تقترب منها القوات الأمريكية.

ـ إسرائيل دولة عصابات ولهذا فإن هذا الثالوث متحالف مع بعضه ضد العرب والمسلمين.

ـ إيران لا تتحرك إلا وهي تعلم أنها محمية من إسرائيل!!

ما هو المطلوب الآن:

ـ المطلوب هو أن تخرج أمريكا من المنطقة العربية وستُحل كل مشاكلها، ثقوا تمام الثقة أنه إن لم تخرج أمريكا من المنطقة فإن مشاكلها ستزداد.

ـ المطلوب ألا تدخل المملكة العربية السعودية في حرب مباشرة مع إيران، لأن الهدف الرئيس لإسرائيل هو أن تدخل السعودية في حرب كبيرة في المنطقة، مما يخدم مصالحها.

ـ المطلوب من الدول العربية أن تعود إلى رشدها وتسند المملكة في تصديها لمشروع تقسيم المنطقة "خطة ب" وبوادرها بدأت من هذه السنة ومخطط لها حتى سنة 2026.

مواضيع متعلقة:


راجع الـ”احتراس” الإيراني والـ”انطلاق” الأمريكي!!

واقرأ إيران وجه أمريكا المخادع

و سيفيدك في هذا الشأن موضوع أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

و لعبة القط والفأر بين إيران وأمريكا

وموضوع:” تقية ” توتر العلاقات بين أمريكا وإيران..

 

الخميس، 20 يونيو 2019

رسالة للرئيس ترامب

باختصار:

لا أعتقد ـ يا سيادة الرئيس ـ أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتخذ موقفًا من إيران بعد إسقاطها لطائرة مسيّرة عن بعد من طراز تريتون إم كيو-4 سي. والعالم لا ينتظر ردة فعل أمريكية على إسقاط هذه الطائرة، خصوصًا بعد سلسلة الجرائم والإرهاب الذي ارتكبته إيران بعد مجيء 1000 جندي أمريكي وصواريخ باترويت وحاملات طائرات إلى منطقة الخليج، وكأن إيران فهمت من هذا الوجود الأمريكي في الخليج إنما هدفه هو حماية الحرس الثوري، وإلا ماذا يعني هذا الإجرام على مرأى ومسمع من وجود هذه القوات المحتشدة.

أول تعليق لك على ما حدث، حين غردت قائلا "لقد ارتكبت إيران خطأ كبيرا". ونسألك: هل هذا الخطأ الوحيد الذي ترتكبه إيران يا سيادة الرئيس. وهل تكرار الأخطاء يدلل على حسن النوايا؟ بل هل ردة فعل أمريكا تدلل على حسن النوايا في منطقتنا العربية؟

وبعكس ضعف رسالتك يا سيادة الرئيس فإن الحرس الثوري الإيراني يرد بقوة وبتحدٍّ، وربما يعلم أنك لن تفعل شيئًا.. حين قال: إن في إسقاط الطائرة "رسالة واضحة" للولايات المتحدة. وأي رسالة أقوى من إسقاط طائرة أمريكية في المياه الدولية.



(المصدر : بي بي سي)

إيران قامت على مرأى ومسمع من قواتكم يا سيادة الرئيس بـ: تفجير ناقلتي نفط لحلفائك ولم تحرك قواتك ساكنا، وقامت بتخريب ناقلتي نفط أخرى ولم يكن هناك ردة فعل. وإيران زادت من إنتاج اليورانيوم المنخفض التخصيب، وإن الأسبوع المقبل سوف يشهد زيادة مخزونها ليتجاوز الحدود التي وافقت عليها مع القوى الدولية في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

ماذا تنتظر يا سيادة الرئيس؟ هل تتوقع أن المنطقة ستدخل في حرب بالوكالة؟ لا أعتقد ذلك؟ فإما أن ترفعوا أيديكم عن المنطقة تمامًا، وتخرجوا منها، وعندها سترون أن العرب سيحمون منطقتهم. وإما أن تتحركوا بالسرعة التي تحرك بها جيش "بوش" كي يدمر العراق الجريح الذي لاذنب له سوى أن كذبة سيرها بوش وزبانيته عليه كي يسلمه لإيران على طبق من ذهب.. العالم العربي لم يعد يصدق الأقوال يريد أن يرى الأفعال!!

 

الجمعة، 14 يونيو 2019

الـ"احتراس" الإيراني والـ"انطلاق" الأمريكي!!

أرسلت الولايات المتحدة سفنها في الخليج العربي وأساطيلها الهجومية البرمائية وبطاريات صواريخها ال "باتريوت" لتخويف إيران، ولكن لم تتغيّر السياسة الإيرانية، ولن تتغير، وخربت ناقلتي نفط سعودية وإماراتية، وضربت ناقلتي نفط نرويجية وبنمية، والولايات المتحدة تصعّد في كلامها وإيران مثلها. وكي تضغط أكثر على إيران قالت الأخبار: إن الأواكس جاهزة في تكريت، وقد يكون هذا تلميحًا بأن الضربة الأمريكية على إيران ستبدأ من هناك!!

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة له على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، قد كتب كلمة تحذيرية يوم (22 الأحد يوليو/ تموز 2018)، تعقيبا على تصريحات للرئيس الإيراني حسن روحاني عن الحرب والتهديد بمنع تصدير نفط الخليج. وقال ترامب، الذي انسحب في أيار/ مايو الماضي من الاتفاق النووي الدولي مع طهران المبرم عام 2015، لروحاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "إياك وتهديد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا ستعاني من عقبات وخيمة لم يعان منها سوى القليل عبر التاريخ". وتابع أن الولايات المتحدة "لم تعد دولة تتهاون مع كلماتكم المختلة بشأن العنف والموت". وأضاف ترامب "احترس!". ورغم قوة هذا التصريح إلا أن شيفرة "احترس" تعني "انطلق" لدى الإيرانيين. وانطلقوا وضربوا سفينتين قبل أيام وخربوا قبلهما أخريتين، دون "احتراس"!!

 



الحرب الكلامية مستمرة من الولايات المتحدة، والإستفزاز على الأرض مستمر من إيران، ولكن موقع "ستراتفور" الأمريكي أوضح ؛ أنّ فرص نشوب صراع عسكري بين إيران وأمريكا ارتفعت، ومن المرجح أن تنظر واشنطن على نحو متزايد إلى أيّ نشاط للقوات المسلحة المدعومة، من قبل إيران ضدّ أمريكا أو حلفائها بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كمبرر لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية محدودة محتملة ضدّ طهران وحلفائها.

وقالت وكالة إيرانية، نقلاً عن رجل الدين، آية الله يوسف طبطبائي نجاد، من مدينة أصفهان في وسط البلاد: "أسطولهم ذو المليار (دولار) يمكن تدميره بصاروخ واحد". وسبق أن قال الحرس الثوري الإيراني، وكرر ذلك كثيرًا: إنّ طهران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة، واستبعد وقوع أيّ هجوم أمريكي، وذلك بعد يوم من حثّ الرئيس دونالد ترامب على إجراء محادثات، وتصريحه بأنه لا يستطيع استبعاد مواجهة عسكرية. وانتقدت إيران الانتشار الأمريكي الجديد، الذي قالت إدارة ترامب؛ إنّه يأتي بعد أن أشارت معلومات للمخابرات الأمريكية إلى استعدادات إيرانية محتملة لمهاجمة القوات أو المصالح الأمريكية. وحذّر موقع "ستراتفور" من أنّ التحركات الإيرانية قد لا تتجاوز الخطوط الحمراء التي من شأنها أن تدفع الاتحاد الأوروبي لفرض العقوبات مجدداً وعلى الفور، أو الولايات المتحدة لتوجيه ضربة عسكرية محدودة على المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، قد تصبح هذه الخطوات الأوروبية والأمريكية حقيقة بعد ستين يوماً من الآن، في حال نفّذت إيران تهديداتها بشأن تخصيب اليورانيوم وإنتاج الماء الثقيل. كل هذا وأكثر دون نتائج.

العالم العربي برمته بات لا يصدق أي شيء يصدر عن أمريكا ضد إيران، خصوصًا وأنهم في كل سنة يستفزون بعضهما ما لا يقل عن عشر مرات، دون أن يكون هناك أي تغيّر في السياسة بينهما، وكما يعلم العرب فإن هذه السياسة لا يحافظ عليها سوى إسرائيل، لأن علاقتها مع إيران قوية، فهما يحملان هدفًا واحدًا هو تدمير العرب لصنع إسرائيل الكبرى، فمنذ احتلال الأخيرة فلسطين وإيران هي أول من مد يد العون لها عبر خط أنبوب البترول الذي عمل بين طهران وتل أبيب.. ولهذا التعاون بعده الاستراتيجي الذي يخلخل المنطقة.

فكم من التهديدات التي قالتها أمريكا ضد إيران ولم تخدش جدارًا في إيران؟ وكم من الردود الساخنة التي توجهها إيران ضد أمريكا، ولم تحرك ساكنًا، وكم من الاستفزازات التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز ضد القوات الأمريكية ولم تتقدم هذه القوات خطوة تجاه طهران. (راجع  https://wp.me/p1F8le-vM )

سيلحظ القارئ العربي هنا أن ثلاثة رؤساء أمريكان قبل ترامب هددوا إيران في مطلع أيامهم في البيت الأبيض وكانت النتائج عكس ما قالوه ، حيث بوش الأب سلم افغانستان لهم والإبن سلم بغداد لهم وأوباما سلم دمشق لهم. بوضوح تام، ومن خلال المعطيات على أرض الواقع "ونعيدها ونكررها مرارًا"، العلاقة بين أمريكا وإيران كالعلاقة بين الزوج وزوجته طوال النهار في ملاسنات وصخب وفي الليل ينامان على سرير واحد بكل حميمية. إقرأ https://wp.me/p1F8le-h0

إقرأ باهتمام الموضوع الآتي: إيران وجه أمريكا المخادع

السبت، 12 يناير 2019

أيضا لعبة القط والفأر بين أمريكا وإيران

باختصار


إيحاءات دخول حاملة الطائرات الأميركية John C. Stennis جون سي ستينيس؛ إلى الخليج العربي، تقول إن ذلك من أجل الكلمات النارية التي يرد بها الإيرانيون على التصريحات الأمريكية، وكأنها توضح أننا نفعل ولا نقول، ولكن القارئ لكل التصاريح الأمريكية منذ وصول الملالي إلى الحكومة تخبرنا أنها "جعجعة بلا طحن"، وأن الحرب الكلامية هي سياسة تم أخذها من استراتيجية "العدو الإعلامي" مع تحوير بسيط لها، وهو أن يستمر التراشق بين الدولتين علنًا، ويتم استهداف ما جاور إيران من مناطق ودول.

لكن وصول الحاملة يعد خطوة نحو الأهداف التي تود تحقيقها أمريكا في المنطقة، وليس هدفها مراقبة الأنشطة الإيرانية بعد تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية.

العالم العربي برمته بات لا يصدق أي شيء يصدر عن أمريكا ضد إيران، خصوصًا وأنهم في كل سنة يستفزون بعضهما ما لا يقل عن عشر مرات، دون أن يكون هناك أي تغيّر في السياسة بينهما، وكما يعلم العرب فإن هذه السياسة لا يحافظ عليها سوى إسرائيل، لأن علاقتها مع إيران قوية، فهما يحملان هدفًا واحدًا هو تدمير العرب لصنع إسرائيل الكبرى، فمنذ احتلال الأخيرة فلسطين وإيران هي أول من مد يد العون لها عبر خط أنبوب البترول الذي عمل بين طهران وتل أبيب.. ولهذا التعاون بعده الاستراتيجي الذي يخلخل المنطقة.

قبل عشرة أيام قال ترامب في تصريح له إن إيران لم تعد الدولة التي كانت سابقا منذ وصوله الرئاسة، وأنها تراجعت كثيرا، واعتبر ترامب خلال اجتماع مع فريقه الحكومي في البيت الأبيض أن إلغاء الاتفاق النووي فتح الباب أمام وقف طموحات إيران في السيطرة على الشرق الأوسط. وقال ترامب إن إيران لم تعد الدولة التي كانت عليها يوما ما. بالرغم من أنهم لا يزالون يتصرفون كما يحلو لهم في سوريا إلا أنهم يسحبون قواتهم وميليشياتهم من هناك، كما يسحبونها من اليمن.

وأضاف وقتها: أن القوات الأميركية ستنسحب من سوريا بعد فترة زمنية، مشيرا إلى أنه لم يحدد أبدًا أربعة أشهر جدولا زمنيا للانسحاب. وأن واشنطن سوف تستمر في القتال ضد داعش، ولن تخذل أحدا.

القراءة المنطقية لهذا تقول: إن ترامب يقول لإيران سنحارب السنة في سوريا، ولهذا استعدوا لذلك، فنحن معكم، ولسنا ضدكم، ولن نخذلكم، إنما تجهزوا للقادم. فالمفهوم من كلمة "داعش" في السياسة الأمريكية هو "السنّة" لا غير، ولهذا علينا أن نعي الدروس الأمريكية التي تقول شيئًا وهدفها شيئًا آخر.

فكم من التهديدات التي قالتها أمريكا ضد إيران ولم تخدش جدارًا في إيران؟ وكم من الردود الساخنة التي توجهها إيران ضد أمريكا، ولم تحرك ساكنًا، وكم من الاستفزازات التي تقوم بها إيران في مضيق هرمز ضد القوات الأمريكية ولم تتقدم هذه القوات خطوة تجاه طهران.

الاثنين، 19 نوفمبر 2018

خارطة طريق لجمهور قناة الجزيرة "التثبت من المعلومات"

التثبت من معلومات قناة الجزيرة:

إذا كان رئيس دولة كذب على الجماهير فما بالكم بغيره من الأعلام.. فالرئيس بوش أطلق على قانون يتسبب في تلويث الهواء اسم "مبادرة السموات الصافية" وآخر يجتث الغابات "مبادرة الغابات الصحية" وهو قانون يشرع لقتل الغابات.

نموذج:

أورد صاحب كتاب "هندسة الجمهور.. أن القناة العبرية السابعة قالت عند انتخاب تركيا لأردوغان " تركيا تنتخب أول رئيس يكره اليهود، ويتمنى زوال إسرائيل" بينما قالت سي بي سي المصرية:" أردوغان نجح بفضل علاقاته الوثيقة مع إسرائيل وهو أخلص أعوانها" فأين تكمن الحقيقة من هذين النموذجين؟ هل فكرت في عمل قراءة للوقائع التي تحدث والتي حدثت كي تتأكد من مصداقية أي الخبرين أصدق.

هل فكرت وأنت تسمع هذا الخبر أن تتبع ما آلت إليه الأمور؟ أم أنك اكتفيت بتصديق أحدهما وبقيت طوال حياتك خاضعًا لما صدقته. إن التثبت هنا مهم لحياتك كي لا تعيش في قلق، فالأخبار التي تأتيك عادة وراءها شيء يهتم بك، ولهذا عليك أن تكون مع التوجه الصحيح، كي تعيش في سلام. تأكد الآن من الخبرين.. عبر المتواليات التالية:

ـ هل هناك عداء بين إسرائيل وتركيا؟

ـ هل هناك سفارة وعلاقات متبادلة بينهما؟

ـ هل هناك تعاون استراتيجي بينهما؟

ـ هل هناك حرب بينهما؟ أو عداء ظاهر بينهما؟

والأسئلة كثيرة ستكتشف من خلالها.. أيهما أصدق القناة المصرية أم العبرية!!

قناة الجزيرة وخاشقجي:

ـ هل أنت ناقد أم مجرد مستقبل؟

إن استقبلت الصورة التي صنعتها الجزيرة عن جمال خاشقجي وعن الدولة السعودية دون أن تدققها فأنت تسير في ركابها دون أن تشعر بالمؤثرات التي تستخدمها هذه القناة ضدك. وعليك أن تلحق نفسك قبل أن تسقط في الخداع، وتكون أحد الأدوات التي تستخدمها القناة ضد مجتمعك.

ـ لماذا التكرار في قضية خاشقجي؟

هل سألت نفسك هل الجزيرة حريصة على "حرية التعبير" "حرية الرأي" "حقوق الإنسان".. امنحني نموذجًا واحدًا داخليًا يخص بيت الجزيرة في "قطر" تحدثت فيه عن ذلك! امنحني خبرًا واحدًا تحدثت فيه عن حقوق الإنسان في "قطر".. الخ.

لا تستطيع ولن تفعل لأنها لا تستهدف الأخبار بل تستهدف الذين ينساقون خلفها كي تجيّشهم ضد بلدانهم العربية، وبكل أسف أقول العربية فقط.

ـ ماذا تريد من قضية خاشقجي؟

هل سألت نفسك هذا السؤال، وهي تكرر لك كل يوم هذه القضية وتردد اسمه صبح مساء، أم أنك أصبحت تابعًا لبوق ينفخ من أجل إسقاط الدول العربية واحدة تلو الأخرى؟

إن استمرار الجزيرة في اختلاق القصص، والعمل على أن تكون من زوايا مختلفة كلها تصب في مسار واحد وهو خداعك، والعمل على تشتيت ذهنك، وعلى تهميشك ومن ثم الانقضاض عليك كي تكون أداة مطاوعة في يدها.

لاحظ أنني بدأت من الخرافة، ووصلت أنت بتصديقك لما تبثه هذه القناة إلى الخرافة، وأصبحت جزءًا من العملية المخادعة التي تمارسها من أجل تجريدك من عقلك، وكي لا تصبح ناقدًا، وتكون مجرد مستقبِلٍ تمت هندسته بالطريقة النفسية التي تؤدي بك إلى الدمار.

كفانا ما فعلته الجزيرة من دمار في بلادنا العربية، وعلينا أن نصبح أكثر وعيًا مما كنا عليه قبل ما سمّي بـ"الربيع العربي" لأن أحد أسباب الدمار الذي حلّ ببلادنا العربية كانت هذه القناة الموجهة ضدنا، والتي تساعد الاستعمار بحفنة من المرتزقة من أجل تمزيق عالمنا العربي.

الجمعة، 2 نوفمبر 2018

إيران وجه أمريكا المخادع

لا شيء يهز العالم 25


إن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في حاجة إلى إقامة علاقة 
استراتيجية أوسع مع إيران. شمعون بيريز لرونالد ريغان 


من يقرأ المناورات الأمريكية الإيرانية سيشعر أن هناك قنبلة موقوتة ستنفجر في أي وقت، ومنذ احتجاز 400 أمريكي في إيران والتلاسن مستمرًا إلى اليوم، وهي لعبة يلعبها الطرفان دون أن يرمش لهما رمش وهما يكذبان عيانًا بيانًا منذ مجيء ما يسمى بالثورة الإسلامية إلى اليوم.

ومما يبدو أن نظرية "هم" و "نحن" التي تحدث عنها تشومسكي عن الشيطان الاتحاد السوفيتي وعن الملاك الأمريكي تتكرر في الشرق الأوسط الآن، حيث أن الإسلام أصبح "هم"، وبما أن هم هؤلاء ليسوا الإيرانيين فلا شك أن التمويه ومشاركته الهدف يجب أن يقوم على أسس من المراوغات، والجدل البيزنطي بين الطرفين، كي يقنع العالم الإسلامي أن إيران هي مع المسلمين بينما جميع الحوادث تسير عكس ما يريده الإسلام، ولعلّ أخطر عبث تعمله إيران هو استعطاف الشعوب العربية بقضية فلسطين في الوقت الذي تتضح فيه رؤية الفرس الازدواجية فـ :" في الثمانينات جعلت إيران نفسها من أكثر الداعمين الإقليميين مجاهرة بتأييد القضية الفلسطينية، لكن نادرا ما اقترن هذا الكلام بالفعل"، وهي ـ أي إيران ـ طبقت منهج بوش/شارانسكي واستخدمت لتصدير "الثورة الاجتماعية" وليس "الثورة الإسلامية" كما تدعي، كما أنها عملت على ما يقارب 70% من "الفوضى الخلاقة" واستطاعت أن تزرعها في الأرض العربية، وأيضًا طبقت منهج برنارد لويس بكل ما يمليه من طائفية. وبهذا فإنها خير معين للولايات المتحدة التي تريد إعادة صياغة جغرافيا العالم العربي.

والعملية برمتها لا تهدف إلى خلق نظم سياسية جديدة ديمقراطية كما تدعي أمريكا بل إنها تزيد من الهيمنة والسيطرة على البلدان العربية، وما احتلال العراق وتسليمه في يد إيران إلا الدليل الأكيد على تسيير هذه الفوضى من أجل المصالح الأمريكية، وليس من أجل المواطن العربي كما يدعون، وليس من أجل الديمقراطية أو العدالة بل من أجل حلب خيرات البلاد العربية، والسيطرة على مناطق النفوذ فيها.

"عملت إيران ضد العملية السلمية (فترة التسعينيات) مخافة أن تصبح معزولة في المنطقة[1]" والملاحظة الجديرة بالاهتمام هي إن معادلة التقارب بين إيران وإسرائيل هي بالتنافر والتوجه نحو الإيديولوجيا التي يمتلكها كلا البلدين، بخلاف أن عدوهما هم العرب أو المسلمين بالمعنى الحقيقي، وهذه الحقيقة التي عمي عنها البعض حيث " فشل أغلب المراقبين، الذين أعماهم الخطاب النقدي، في ملاحظة مصلحة مشتركة حسّاسة تتقاسمها هاتان القوتان غير العربيتين في الشرق الأوسط: الحاجة إلى تصوير صراعهما الاستراتيجي الجوهري بأنه صراع استراتيجي[2]"

وقد "اعتمد آية الله الخميني ـ إبان حربه مع العراق ـ على النموذج الخاص بالإسلام السياسي والحماسة الإيديولوجية للتغلب على الانقسام العربي الفارسي، وتقويض الأنظمة العربية التي تعارض الطموحات الإيرانية. لكن ما من مرة كانت فيها الأهداف الإيديولوجية الاستراتيجية لإيران على المحك إلا وسيطرت المقتضيات الاستراتيجية لدى طهران. فلو عدنا إلى ثمانينيات القرن الماضي عندما كانت إيران غارقة في حرب العراق، حرص الإيرانيون على عدم اتباع خطب آية الله الخميني اللاذعة التي كان ينتقد فيها إسرائيل بأي أعمال ملموسة. وبالرغم من أن الإيديولوجيا لعبت دورًا حاسمًا في السنين الأولى للثورة، اعتمدت سياسة إيران مع إسرائيل على الإكثار من الصراخ لكن مع القليل من الأفعال" ونجحت لغة الخطاب في إبراز العداوة بين إسرائيل وإيران خصوصًا وأن إيران الفارسية حاولت العمل على القضية الفلسطينية وكسب التأييد الشعبي العربي، مما دعا الملك عبد الله العاهل الأردني بعد سنوات من الثورة الإسلامية إلى التحذير من هلال شيعي يمتد من إيران ويمر عبر العراق ويصل للبنان، ومثله شدد العاهل المصري الأسبق حسني مبارك على موالاة العراقيين الشيعة لإيران، وحدث أن تحققت رؤية الملك عبد الله وحديث الرئيس مبارك، بعد أن سلّمت أمريكا العراق لإيران، مما يعني أن الاستراتيجية الإسرائيلية الإيرانية تسير بشكل ممتاز، والفائدة في النهاية ستذهب إلى المسألة الإيديولوجية سواء الفارسية أو الإسرائيلية، والمرشح هنا بما أن أمريكا مع المد الإسرائيلي بأنها ستذهب لمصلحة الأخيرة إلى نهاية العالم!

السبت، 1 سبتمبر 2018

موقف الأمم المتحدة في سوريا

لا شيء يهز العالم 19


 

عام 1945 وبينما كان العالم مجتمعًا في سان فرانسسكو من أجل إعلان سيطرة الدول الخمس العظمى على القرار العالمي، وبينما كانت فرنسا تدافع عن حقوقها اللغوية في المؤتمر فإنها في نفس الوقت كانت تسعى إلى تأكيد حقوقها الاستعمارية في سوريا، أي أن قضية سوريا مع الخمسة الكبار، ومع مجلس الأمن كانت من أول يوم نشأ فيه المجلس، وكان من الواضح أنه لا يبدي اهتمامًا نحوها.

والأمم المتحدة في هذه القضية أصدرت في البدء من 2011 حتى 2013م ستة بيانات، و20 قرارًا لمجلس الأمن، واتخذ مجلس الأمن الدولي القرار الرقم (2043)، والذي صدر يوم السبت 21 أبريل 2012 بإجماع الأعضاء كافة على تخويل الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال 300 مراقب عسكري مبدئيًا، على أن يكونوا غير مسلحين لمدة 3 أشهر، لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية، والنظر في التزام سائر الأطراف بخطة عنان للسلام. وأنشئت البعثة للمراقبة في سوريا لفترة أولية مدتها 90 يوما، وبدأت البعثة مهامها، لكنها قررت تعليق أنشطتها في 15 يونيو/حزيران من العام ذاته، قبل أن توقف عملها نهائيا بحلول أغسطس/آب 2013. وفي 22 يناير/كانون الثاني 2014، وعقدت في سويسرا مؤتمرات جنيف من 1 حتى 8 وجميعها باءت بالفشل أو أريد لها الفشل بمعنى واضح، ومؤتمر جنيف 1 الذي استند إلى هذا البيان، والذي حضره لأول مرة ممثلون عن كل من الحكومة السورية والمعارضة. بينما في آخر مؤتمر وهو جنيف 8 أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ختام مفاوضات "جنيف-8"، مبديًا أسفه لعدم تحقيق تقدم في هذه الجولة، وعدم حصول ما وصفها بـ"مفاوضات حقيقة" بين الطرفين.



وفي العام 2013 حدث تطور جديد في دور الامم المتحدة في سوريا عندما، أصدر مجلس الأمن في 27 سبتمبر/أيلول 2013، القرار الرقم (2118)، الذي طالب بالتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية. واستند هذا القرار إلى الاتفاق الأمريكي الروسي الذي تم في جنيف، قبل نحو أسبوعين من ذلك التاريخ. وأعقبه قرار من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قضى بوضع إجراءات خاصة لتدمير البرنامج الكيميائي السوري، وفق جدول زمني متفق عليه. وقطعًا إلى تاريخه كل ذلك مجرد "حبر على ورق".

إن موقع سوريا الذي يربط بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تعد مركز خطوط التبادل والتجارة بين هذه القارات، جعل أمريكا وبعض الدول الغربية تسعى إلى السيطرة عليها من أجل مد خطوط الطاقة من الخليج العربي إلى أوروبا عبرها لكسر حاجة أوروبا للغاز الروسي، وكذلك جعل الأراضي والمرافئ السورية ممرا لاستيراد وتصدير البضائع إلى دول الخليج العربي.

"كما إن تموضع سوريا في شمال فلسطين جعل منها هدفا أساسيا لحركة الصهيونية العالمية، يجب السيطرة عليه من أجل تنفيذ مخططاتها في المنطقة، هذا العامل يعطي سوريا أهمية جيوسياسية كبيرة جدا، ولكن بنفس الوقت يعطي سوريا نقطة قوة رئيسية تفرضها الحسابات الدولية نظرا لحساسية هذا الملف المفرطة والمؤثرة وعدم إمكانية المغامرة فيه.

سوريا غنية جدا بالثروات الطبيعية والبشرية والحضارية، ويعتبر البترول والغاز الطبيعي من أهم الثروات الطبيعية، وتليها الفوسفات ثم الملح الصخري والجص والإسفلت كما توجد بعض الموارد الهامة التي تستخدم كمواد أولية في الصناعة كالمارن والغضار والرمال وكذلك في أعمال البناء كالصخور الكلسية والبازلتية والمنغنيز والرصاص والنحاس واليورانيوم والمعدنية كالكبريت والتالك والحرير الصخري (الاسبستوس).

حضارة سوريا تعود لعشرات آلاف السنين، إلى عصور ما قبل التاريخ، ودمشق أقدم عاصمة مسكونة في التاريخ، وتعاقبت على سوريا أعظم حضارات الشرق التي أغنت البشرية بالعطاءات في شتى المجالات أهمها أقدم أبجدية في التاريخ، ففي أوغاريت وماري وإبلا، تم اكتشاف آلاف الرُقم والمحفوظات الضخمة التي تضمنت الكثير من النصوص التجارية والسياسية والقانونية والميثولوجية، كذلك كانت الحضارة الفينيقية والآرامية مرورا بأفاميا وتدمر وبصرى، وهذه المواقع والآثار تفوق في قيمتها النفط والغاز.

جغرافيًا تتمتع سوريا بتنوع تضاريسها، حيث توجد الجبال والسهول والصحراء والبحر والأنهار، مناخها متوسطي معتدل جميل وشمسها دافئة، وهذا يساعد على التنوع الكبير في الإنتاج الزراعي والحيواني وكذلك صيد الأسماك، والأرقام الحقيقية لهذا الإنتاج الضخم قد تدهش الكثيرين وتفوق بكثير الإحصائيات الرسمية.

ولذلك كانت الهجمة الشريرة على سوريا في عام 2011 من قبل المحور الأطلسي الذي دعم الإرهاب القادم من خارج حدود سوريا سياسيا ولوجستيا وماليا وإعلاميا سراً وعلانية من أجل السيطرة على سوريا ووضعها في طرفه ضمن المعادلة الدولية، ولكنه اصطدم بوحدة الشعب السوري العريق بكل أطيافه الذي قدم مئات الآلاف من أبناءه لتبقى سوريا، والذي دعمه المحور الأوراسي المقاوم للهيمنة الأميركية بقيادة روسيا الاتحادية، وهنا تترسخ المعادلة الدولية في المعنى الجيوسياسي فالمحور الذي ستكون سوريا طرفا فيه سيكون قادر على التأثير في الكثير من المعطيات الدولية الهامة[1]."

 

في تقريرها لعام 2017م  قالت "هيومن رايتس ووتش":

جهود الولايات المتحدة وروسيا، وتدخلهما المتعاظم بسوريا للتوصل إلى تسوية سياسية عام 2016، فشلت إلى حد كبير في تقليص الانتهاكات الفادحة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي باتت سمة النزاع المسلح هناك.

وكشفت عن أنه بلغ عدد القتلى جراء الصراع 470 ألفا حتى فبراير/شباط 2016، وفقا لمنظمة "المركز السوري لبحوث السياسات" البحثية المستقلة. مما أدى إلى تشرد ما يزيد عن 6.1 مليون نازح، و4.8 مليون طالب لجوء، وفقا لـ "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية". بحلول منتصف عام 2016، كما أظهر التقرير أن هناك ما يقدر بمليون نسمة يعيشون في المناطق المحاصرة ومحرومون من المساعدات الضرورية للحياة والمساعدات الإنسانية.

واعتُقل أو اختفى أكثر من 117 ألف شخص منذ عام 2011، غالبيتهم العظمى على يد القوات الحكومية، من بينهم 4557 شخصا بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2016، وفقا لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان". يتفشى التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز، كما قُتل الآلاف في المعتقلات.[2]

والملاحظة هنا في مثل هذه التقارير أن هذه المنظمات لا تعتمد في تقاريرها على حضورها أو وجودها في قلب الحدث بل تعتمد على ما يبثه الآخرون من الطرفين المتنازعين، سواء من النظام أو من الشعب أو الحركات الشعبية التي تسعى لإسقاط النظام لتعيش حياة حرة وكريمة.

وعلى الرغم من أن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية وأسقط البراميل المحملة بكافة أنواع هذه الأسلحة إلا أن الأمم المتحدة وما يتبعها من منظمات تكتفي بالإشارة إلى ذلك دون أن تسعى إلى تحريك المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حاسمة في هذا الإطار. واستمرار العبث من قبل القوى العالمية في هذه المنطقة واضح وضوح الشمس بدلالة تكيفها مع باصات نقل ما اخترعوه على أرض الواقع تنظيم "داعش"، والعمل على مساعدته للتنقل في أرجاء سوريا دون مضايقة بل وبحماية دولية، استغربها العالم أجمع.

ومع ما خلصت "آلية التحقيق المشتركة" بين "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" والأمم المتحدة في تقريرها الرابع، الذي صدر هذا العام، إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت المواد الكيميائية في هجوم في إدلب في مارس/آذار 2015. حدد التحقيق وحدات الجيش المسؤولة عن رحلات جوية مرتبطة بالهجمات، ولكن لم يذكر أسماء قادة الوحدات بسبب عدم رد الحكومة السورية على استفسارات حاسمة. وصلت "آلية التحقيق المشتركة" إلى النتيجة ذاتها حول هجومين آخرين عامي 2014 و2015 في تقرير سابق. وجدت اللجنة أيضا في وقت سابق أن داعش استخدم غاز الخردل الكبريتي في هجوم على مناطق تسيطر عليها جماعات معارضة مسلحة في أغسطس/آب 2015.

وهيومن رايتس ووتش عام 2016 قالت إنها وثّقت عدة هجمات على المنازل والمرافق الطبية والأسواق والمدارس بدا أنها استُهدِفت عمدا، بما فيها غارة جوية كبرى للتحالف السوري-الروسي قصفت مستشفى القدس والمناطق المحيطة به في 27 أبريل/نيسان 2016، ما أسفر عن مقتل 58 مدنيا ومريضا. وقعت عدة هجمات على المرافق الصحية في أغسطس/آب وحده، بما فيها في إدلب وحلب وحماة وحمص.

وقالت: "إن قوات الحكومة استخدمت ما لا يقل عن 13 نوعا من الذخائر العنقودية المحرمة دوليا في أكثر من 400 هجمة على مناطق تسيطر عليها المعارضة، في الفترة من يوليو/تموز 2012 وحتى أغسطس/آب 2016، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين من بينهم أطفال. استخدمت العمليات العسكرية السورية-الروسية المشتركة، التي بدأت في 30 سبتمبر/أيلول 2015، الذخائر العنقودية المحرمة دوليا على نطاق واسع. حظرت معظم الدول الذخائر العنقودية لأن القنابل الصغيرة التي ترميها تنتشر في مساحة واسعة ولا تميز بين المقاتلين والمدنيين، ولأن العديد من الذخائر الصغيرة لا تنفجر وتتحول فعليا إلى ألغام أرضية يمكن أن تنفجر إذا لُمست، حتى بعد سنوات عديدة.

لجأت القوات الحكومية وحلفاؤها بشكل متزايد إلى استخدام الأسلحة الحارقة، مع ما لا يقل عن 18 هجمة موثقة على معاقل للمعارضة في حلب وإدلب بين 5 يونيو/حزيران و10 أغسطس/آب. بثّ تلفزيون "روسيا اليوم" في يونيو/حزيران لقطات لأسلحة حارقة (من نوع آر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم) محملة على طائرة هجومية مقاتلة طراز من "سو 34" في قاعدة عسكرية سورية. تحفز الأسلحة الحارقة سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تشعل الحرائق صعبة الإطفاء وتسبب حروقا شديدة الإيلام ويصعب علاجها. صادقت 113 دولة من بينها روسيا (ولكن ليس سوريا) على بروتوكول "اتفاقية الأسلحة التقليدية" الذي يحظر استخدام الأسلحة الحارقة التي تلقى من الجو على مناطق "تجمعات المدنيين".



وبينما تواصل روسيا نفي تورطها في هجمات الأسلحة الحارقة في سوريا، تتجاهل سوريا باستمرار دعوات التوقيع على البروتوكول، كما وُثّق استخدام القوات العسكرية للأسلحة الحارقة منذ نهاية عام 2012.

واصلت القوات الحكومية أيضا استخدام المواد الكيميائية السامة في كثير من الهجمات بالبراميل المتفجرة في انتهاك لـ "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية". ألقت مروحيات الحكومة السورية براميل متفجرة تحتوي موادا كيميائية سامة على أحياء سكنية في معاقل للمعارضة في مدينة حلب في 10 أغسطس/آب و6 سبتمبر/أيلول.

ونسبت لجنة التحقيق الأممية في تقرير أصدرته في 24 أغسطس/آب هجومين بالأسلحة الكيميائية عام 2016 إلى الحكومة السورية، وواحد إلى داعش الذي يخضع بالفعل لعقوبات من الأمم المتحدة".[3]

إن التقرير الذي أوردته هيومن رايتس ووتش، وهو ليس الأول ولا الأخير، دوما يتحاشى ذكر إيران وتأثيرها في هذه الحرب، وتعميق جراح السوريين، بل تأجيج الصراع في سوريا، حيث أنها تعد عاملاً رئيسًا فيها، بالإضافة إلى دخول إسرائيل في السنتين الأخيرتين عيانًا بيانًا إلى جانب إيران وروسيا في تدخلهما السافر في هذه الحرب، ومع ذلك فإن الأمم المتحدة متساهلة في هذا الجانب، بل إنها تعمد إلى عدم ذكر الجانب الإيراني في أي من قراراتها أو من قراءاتها أو تقاريرها الدورية، وهذا يدلل على المنحى الذي تنتهجه الأمم المتحدة تجاه العرب، بحيث أنها تخدم أجندة تسعى إلى هدم الدول العربية، والعمل على دمار المنطقة العربية، دون أن يكون للعدالة أي درب في هذا الصراع.

القيود غير القانونية على المساعدات الإنسانية

وعلى الرغم من الجهود الدولية التي تسعى لمساعدة الشعب المغلوب على أمره إلا إن القوات الحكومية والموالية لها، دومًا تعرقل أي مسار تسير فيه حملات الإغاثة للشعب، وباعتراف صريح قالت الأمم المتحدة: إن الحكومة السورية أزالت العناصر الضرورية للحياة من قوافل المساعدات التي سمحت بدخولها. وأضافت: إنه في شهر فبراير/شباط وحده منعت الحكومة 80 ألف مادة علاجية، من بينها مجموعات علاج الإسهال، واللوازم الصحية في حالات الطوارئ، والمضادات الحيوية وأدوية أخرى، من الدخول إلى المناطق المحاصرة.

 

إن تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية والقوات الموالية لها بسرعة، اضطر سكان داريا ـمثلاـ في ريف دمشق إلى الجلاء عن المدينة في 25 أغسطس/آب بعد حصار 4 سنوات.

كما قصفت طائرات في 19 سبتمبر/أيلول 2016، قافلة معونات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، ومستودع لـ "الهلال الأحمر السوري" في أورم الكبرى بحلب، ما أسفر عن مقتل 20 مدنيا وموظف واحد بينما كانوا يفرغون الشاحنات. كانت معظم المساعدات، بما فيها مواد غذائية وإمدادات طبية، ستوزع على 78 ألف شخص على الأقل، وفقا لبيان "الهلال الأحمر السوري". قالت الأمم المتحدة إن القافلة تلقت التصاريح اللازمة من الحكومة السورية مقدما للعبور من أجزاء حلب التي تسيطر عليها الحكومة إلى أجزاء من حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة لتقديم المساعدات. كل هذا يحدث والعالم يقف متفرجًا ويكتفي بالتنديد الخافت، والأمم المتحدة فقط تدعو الأطراف المتنازعة إلى الحوار، وتكرار الحوار لم يفد من جنيف 1 حتى 8 ومع ذلك هناك إصرار عليه، كمن يقول للعالم نريد إطالة أمد الحرب، ولا نريد الفصل في سوريا في الوقت الراهن، بل ننتظر حتى نصل إلى غايتنا التي نريد والتي لم تتحقق إلى الآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]

[2]  راجع موقع المنظمة رابط : https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country-chapters/298280

[3]  نفسه

الأحد، 5 أغسطس 2018

عبثية الأمم المتحدة في اليمن!!

لا شيء يهز العالم 15


لا يمكن للأمم المتحدة إن أرادت، إن أرادت!، أن تحل مشكلة اليمن إلا أن تطبق القرار 2216 فبدونه سيستمر سخط العالم عليها، وهي تماطل في حل قضايا الشرق الأوسط، وستزداد نقمة الشعوب المستضعفة عليها، لأن الأمر في النهاية سيتعلق بحياتهم، التي لا تهتم لها هذه الأمم!!

وعندما وافق مجلس الأمن في الخامس عشر من فبراير/شباط 2018 على تعيين مارتن جريفيث مبعوثاً أممياً خاصاُ إلى اليمن خلفاً لولد الشيخ فإن ذلك لن يغير شيئًا، وما هذا التغيير في الأشخاص إلا دلالة على الفشل الذريع، أو المماطلة في تمديد مأساة اليمنيين مع الحوثي. وطالما أن جريفيث يصر كسابقيه على إدخال "الحوثي" في مشاورات قادمة، فإن ذلك يعني الإصرار على إدخال عصابة تطالبها الأمم المتحدة بتسليم السلاح، ويعني أنها تقول شيئًا وتفعل نقيضه، وهل من لعبة مكشوفة أكثر من ذلك، لتدلل على أن من وراء هذه الأمم لا يريد الحل في اليمن؟

 

ودعوة جريفيث لما أسماه بالجهات المتنازعة، للتفاوض يوم السادس من سبتمبر المقبل، ليست صحيّة، ولن تكون كذلك، وليس فيه أدنى فرصة إلا لفك الحصار على الحوثي، وهذا ما يُعتقد أن الأمم المتحدة تعمله، كلما رأت أن الحناق على الحوثيين يزداد، حيث تعمد إلى تأخير حسم المعركة بالمفاوضات.

ومن المعيب أن يؤكد جريفيث ويردد أنه يسعى "للوصول لحل سلمي لأزمة ميناء الحديدة"؛ لأن الأزمة ليست أزمة الميناء بقدر ما هي أزمة عصابة استولت على الدولة، ويجب أن تسلم سلاحها أولاً، وتقف في الصف مع المكون السياسي، أما وهي تمتلك السلاح، ولا يمتلك الحوثي غير السلاح، ولا يعرف ولا يعترف بمباحثات أو مفاوضات أو مشاورات، فذلك يعني أنك منذ الآن يا جريفيث ستلحق بصاحبيك ولن يكون "هنالك فرصة لتحقيق السلام في اليمن"  كما تزعم!! ولن يكون "اجتماع جنيف المزمع بشأن اليمن بمثابة فرصة لبحث إطار للمفاوضات وبناء الثقة بين جميع أطراف النزاع في الأزمة اليمنية".

إن الإعلام برمته عندما زار جريفيث صنعاء[1]، أعلن بصريح العبارة أنه لتهدئة الأوضاع في الحديدة، بمعنى ليخفف الضغط على الحوثي، فلماذا كل هذا؟ والأمور منذ البداية واضحة جدًا لدى الأمم المتحدة وصنّاع القرار فيها وهي تستند على قرارها رقم 2216 ومع ذلك لا تعمل به، وهي مجرد دعوات أطلقها بنعمر ومن بعده ولد الشيخ وها هو جريفيث يعيدها للعالم مرات ومرات، دون أن تطبق الأمم المتحدة أو تتخذ أي خطوات لانتزاع السلاح من يد الحوثي، بل دون أن تترك للتحالف حرية التحرك، وتسعى إلى عرقلة مساعيه في إحلال السلام في اليمن، إلى درجة أن التحالف العربي طالب الأمم المتحدة أن تتسلم وتشرف على ميناء الحديدة ولكن رفضت ذلك، وبعد أن أصبحت الحديدة وميناءها قاب قوسين أو أدنى من التحرر، ظهر جريفيث ليقول "جنيف" ومباحثات ومفاوضات.



إن الأمم المتحدة يزداد فشلها يوما بعد آخر، بل يزداد خداعها يومها بعد آخر، وتتكشف ألاعيبها في العالم أجمع، وعلى الشعوب أن تعمل لتغيير النسق الذي تسير فيه هذه الأمم، وأن تقف أمام هذا العبث الذي تقوم به، فالكلمة الآن للشعوب، وعليها أن تقف ضد ممارساتها، وضد عملها الذي يقوم على تأجيج القضايا، وليس حلها. ولنا مثال في سوريا التي قُتل وجُرح فيها مليون شخص، وشرد ما يقارب 15 مليون، ومع ذلك لم تحرك ساكنًا.

لن يصل العالم إلى نهايته كما يأمل البعض، بل سيعود إلى طريقه الصحيحة إن تخلص من العابثين في هذه الأمم، وإن تخلص العالم من مالكي حق النقض "الفيتو"، ولا بد أن يعاد توزيع حصص حق النقض على دول العالم، كي تكون أممًا بحق، ولا تكون 5 دول هي من يحدد مصير العالم، بل ربما دولة واجدة هي التي تحدد بحسب مسار الأمم المتحدة هذه السنوات. وعلى العالم أن يصحو من غفوته، ويوقف هذا الزحف المغالي الذي يتم انتهاجه تجاه الكرة الأرضية، وإلا فإنه سيصحو على كارثة عالمية، وكأنه مبتغى هذه الأمم ومن وراءها ليصلوا إلى الدمار.

 ــــــــــــــــ

[1]  راجع مثلا قناة الحرة https://www.alhurra.com/a/%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AB-%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9/444771.html

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 32

· أن تكذب أكثر 5


· القوة الناعمة

نحت أمريكا منحى موازٍ تماماً لأيام الحرب الباردة، وأعادت صياغة مصطلح " الحرب الباردة" ليتحول إلى  القوة الناعمة ( Soft power ) ولعل إيحاءات هذه المرحلة بدأت من عام 1989م عندما سقط جدار برلين دون أن تقام حرب أو تسفك دماء، حيث يشير مؤسس مصطلح " القوة الناعمة " جوزيف ناي ـ وقد كان نائباً لوزير الدفاع الأمريكي، وكتب عنه عام 1990م في كتابه ( ملزمون بالقيادة) ـ إلى أن الجدار تم اختراقه بالتلفزيون والسينما منذ زمن طويل قبل سقوطه، في إشارة إلى تأثير الثقافة الغربية بدلا عن السلاح.

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 31



  • إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية 5




هاتفني أحد الأصدقاء وتحدث معي حول ما كتبته هنا عن نظرية " مجتمع الخوف" .. ورأى أنني ذهبت بها إلى غير محلها عندما عكستها على المجتمع الأمريكي، وقال: إن هناك قانوناً يحكم الجميع فلذلك لا خوف.


قلت متى تحدثت عن ليبرالية فإنني أتفق معك.. أما إن تحدثت عن علمانية فإنني لست معك. فالحرية الفردية تختلف عن الحرية السياسية.. والحديث الأخلاقي الذي طرحته هو عن الحرية السياسية وفسادها وعدم مصداقيتها وبعدها عن الأخلاق تماماً، ولهذا فإن أمريكا تخاف من فقدان هذه الحرية الفاسدة، بالنسبة للنخبة المسيطرة. ومن هذا الجانب فإن الخوف سينعكس على المجتمع على مدى الزمن، وستخشى النخبة انحراف العامة بعد اكتشاف الحرية المخادعة التي تطرحها الليبرالية الحديثة، وتحديداُ ليبرالية " المحافظون الجدد" الذين يرون في هذه الحرية الفردية أنها الدرب الذي يستطيعون عبره السيطرة على الشعب؛ أي كأن عملية رسم الوهم لهؤلاء البشر هي الطريق الحقيقي لبقاء الديكتاتورية، لأنه متى ما كان انسياق المجتمع ككتلة واحدة فإن قدر هؤلاء هو خروجهم من السلطة شاءوا أم أبوا، ومتى ما تمتع الشعب ، بل العالم ، بحرية فردية فإنه من السهولة بمكان انسياقه لقطيع تسيره الديكتاتورية، التي تريد السيطرة على العالم. وأعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تتنبه له الشعوب لهذا الخطر وسيخرجونهم من السلطة، لأن البناء على " الكذب النبيل"[1] ، الذي يرونه، لا يمكن له الاستمرار.

الاثنين، 28 أغسطس 2017

الحرب القذرة على العالم 30

الكذبة الخلاقة وتفتيت المنطقة العربية

يعتبر المفكر الاستراتيجي الأميركي مايكل ليدن الباحث في معهد "أميركا انتربرايز" أول من صاغ مفهوم " الفوضى الخلاقة" عام 2003م، بالشكل الذي يليق بمنطقة الشرق الأوسط "، نعم تحديدا، عندما وضع خطة جديدة للولايات المتحدة لإدارة أهم المناطق حساسية في العالم، وهي المنطقة العربية، بعد أن لاحظ ارتباك السياسة الأميركية في هذه المنطقة، وأعطاها تسميات مرادفة، منها "الفوضى والبناء" و"التدمير والبناء". وينطلق ليدن في نظريته من أفكار تعكس الفلسفة التي تدين بها الطغمة الفاسدة المسيطرة على القرارات والاستراتيجيات الأميركية تجاه العالم والشرق الأوسط بالخصوص، وهي اعتماد الواقع أكثر مما يمليه الذهن، أي جعل له الأسبقية والرجحان. وينطلق ليدن بعد قراءة الواقع وتشخيص البيئة المحددة له ليقول أنه لا بد من التعامل مع معطياته وتطوراته.

الخميس، 15 يونيو 2017

الكربورقراطية تزحف إليكم.. (2)

الحرب القذرة على العالم ( 21 )


" وهكذا ترى أننا الجيل التالي لتقاليد عظيمة، بدأت عندما كنت أنت في السنة الأولى ابتدائي"مؤلف كتاب الاغتيال الاقتصادي

يقول الباحث في التاريخ الأمريكي جون فايسك عن حدود امتداد الولايات المتحدة: " الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة التي يحدها الشفق القطبي شمالا، والإعتدالين جنوباً، والعماء البدائي شرقا، ويوم القيامة غرباً"ص161
هذه الحدود التي تحدث عنها من نتائجها أن نمو حصة الفرد الواحد من النواتج القومية المتحققة على مستوى العالم تراجعت تراجعا مخيفاً، منذ أن ظهرت الكربورقراطية. وكان أنغوس ميديسون قد توصل، من خلال البيانات التي جمعها عن تطور الاقتصاد العالمي منذ ألف عام ، إلى نتيجة مفادها :" أن نمو الاقتصاد العالمي قد تباطأ بنحو ملموس منذ عام 1973م.."
التاريخ الأمريكي بالكامل ليس بريئا، ولم يكن في أي عقد من عقوده يتسم بهذه الصفة منذ نشأة الولايات المتحدة، وما المقولة السابقة التي طرحها جون بيركنز:" هل ثمة شخص بريء في الولايات المتحدة؟" إلا سؤال عريض يوجهه للشعب الأمريكي نفسه، الذي يعد مغفلاً أو متغافلاً عما يجري حوله ، وما ترتكبه حكومته من حماقات حول العالم بادعاءات كلها من صنع الشركات الساعية إلى السيطرة على العالم أو بادعاءات من زمرة صغيرة تعبث بالإنسانية وتريد لها أن تعيش في حالة من القلق، مثلما يعيش الشعب الأمريكي، عندما يُراد تهيئته لحدث ما أو لعمليات إرهابية جديدة ستقوم بها دولته. ولكن اكتشفت دراسة أرسلت إلى لجنة الرئيس لاضطرابات الجامعة أن :" ثلاثة أرباع الطلبة يوافقون على الرأي القائل إن الولايات المتحدة هي أساسا مجتمع عنصري." وكأن هذه الدراسة تشير إلى معرفة الشعب، وأنه يعي ما تفعله دولته، ولهذا فهو صامت لأن العنصرية هي التي تجعله يقف موقف المتفرج مما تفعله الشركات الأمريكية واستخباراتها في العالم.

السبت، 3 ديسمبر 2016

"شو" إيراني باتجاه مضيق هرمز

رسالة استعراض للشعب الإيراني لتطمينهم بعد قرار تمديد العقوبات لعشر سنوات


وأنا  أقرأ الإعلام الإيراني ألحظ أن هناك علاقة ما بين تأليف القصص ومن يعمل في هذا الإعلام.. ولهذا فهم يسيّرون آلتهم الإعلامية بمساندة من بعض المعادين في الغرب للإسلام والمسلمين.


ففي خبر بحسب وكالة فارس، والذي تلقفته " روسيا اليوم" .."أعلنت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن إيران تسيطر على مضيق هرمز والخليج بشكل كامل، واعتبر مسؤول البحث عن المفقودين في الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، العميد باقر زادة، أن مضيق هرمز والخليج "منطقة استراتيجية وأن إيران تبسط سيطرتها في هذه المنطقة بشكل كامل".


ولعل الإعلان هذا يأتي باب تضخيم الأشياء كي يستر عيوبه في الداخل.. وكي لا يتضح مدى فشل الإتفاق النووي مع صدور قرار من الكونجرس الأمريكي بتمديد العقوبات على إيران لعشر سنوات قادمة ، ويأتي كردة فعل على القرار الأمريكي.


ولعل الرسالة التي دمغها زاد بيوم الشهيد حين قال إن الهدف الآخر لذلك هو "نشر ثقافة التضحية والجهاد والشهادة، وذلك بعد ترسيخ هذه الثقافة لدى المقاتلين الموجودين في هذه الجزر، ولحسن الحظ أن هذه الروحية موجودة لدى هؤلاء الأعزاء وتزداد ترسيخاً".تبين مدى محاولة استعطاف الشعب الإيراني واللعب على الوتر الديني والنفسي، وهو ما تجيده السياسة الإيرانية تجاه كبت شعبها عبر هذا الأفيون. مما يؤكد إن هذه الرسالة ضمن الرسائل الموجهة للداخل الإيراني بأننا أقوياء ولا نبالي بعقوبات ولا غيرها.


ومن يقرأ تاريخ العداء العربي الفارسي سيلحظ أنه منذ زمن بعيد ، ولكنه اتخذ منحى آخر بعد الثورة الإيرانية، ومع ذلك فإن مثل هذا الإعلان ليس موجها ـ في اعتقادي ـ نحو الخليج العربي، للأسباب السابقة وعلى الخليج ألا ينساق وراء فقاعة إعلامية تطلقها استخبارات الحرس الثوري..لأن الجميع يعي أن المضيق لا تستطيع إيران السيطرة عليه.. ولا تستطيع إعاقة حركة الملاحة فيه. كما يدرك الجميع أن المضيق تحت نظر السفن الحربية العالمية وعلى رأسها أمريكا.


أهمية مضيق هرمز للخليج

-          ٩٠٪ من ناقلات نفط الخليج العربي تمر عبر المضيق ، كما أن مستورداتها من دول شرق آسيا تأتي عبره.


-          النفط الخام السعودي يمر منه ما ياقارب ال 85% ولكن تستطيع التحول عبر بحر العرب والبحر الأحمر.. بينما المتضرر الأكبر في المنطقة هي ثلاث دول " الكويت، قطر، البحرين".


-          ستتأثر دول الصين وايطاليا واسبانيا واليونان بإغلاق المضيق بخلاف دول أوربية أخرى ولكن لن يكون التأثير عليها كبيراً.. ولكن الدول السابقة هي ألأكثر تضرراً .