الأربعاء، 2 أغسطس 2023

انحطاط الخوارزميات!

 (1)

صاحب كتاب "المجتمع المنحط" يقول: إذا كنت تتسوق مثلًا لشراء شيء "منحط" على أمازون، فإن خوارزمية البحث ستقدم لك في الغالب رومانسيات إباحية وشوكلاتة الفراولة" ويورد هذا على أنه يأتي في السياق الشعبي، أو قرينة الخيال الشعبي. أي كأن أمازون أو الخوارزميات ترتبط بالخيال الشعبي لتحيل ما يفكر به هذا الخيال إلى مرئيات يمكن أن تختار منها ما تشاء. ولكن وروده يأتي على اعتبار أن الجنس والشراهة هما المرتبطان بهذا الخيال الشعبي. طبعًا كلمة "المنحط" التي وضعها بين قوسين لم تكن واضحة، ولم تدخل في الصميم، لتعرّف لنا ما هو "المنحط"، وله عذره لأنه ذاهب نحو تعريف "المنحط" وماذا يعني؟ وقد أكون مخطئًا أو مستعجلًا عندما اقتطفت هذا الاستشهاد في التمهيد الذي أورده المترجم. وعلى الرغم من أنني أضع أمامكم هذه ا
لنتيجة إلا إنني أنظر إلى أن الاختيار لهذه الجملة في حد ذاته من كتاب كامل يدلل على أنها أهم ما فيه. وقد تبين لي أن هناك جمل أهم منها بكثير. وربما آتي عليها لاحقًا، لأن ما يهمني هو حكاية الخوارزميات التي تفترض أن "فرويد" هو أستاذها، وهو الذي قنن المخيال الشعبي وجعله في اتجاه واحد ينصب ناحية الجنس، وفي هذا إشكالية كبرى تدلل على أن ما تفعله الخوارزميات هو مناقض لطبيعة الإنسان التي تتأرجح بين العقل والعاطفة، بين متطلبات النفس ومتطلبات الجسد، وهذا ما لم يكن في حسبان الخوارزميات، إذ إنها بهكذا بناء إنما تقوم على المخادعة، وعلى الأيديولوجيا،، ليظهر أمامنا "ايديولوجيا الخوارزميات"، لأن هذا الشيء "المنحط" الذي ذهبت إليه يفترض أن تتبعه الخوارزميات وأن تعطيني ما يحاكيه، لا أن تعطيني ما قاله وافترضه "فرويد".

لقد عشت تجربة سنة كاملة على "الريلز"  في الفيسبوك و"الشورت" في اليوتيوب، وكنت أتتبع المثقفين ولقاءاتهم، ومع ذلك فإن خط الريلز والشورت لم يتغير، وقليل ما يظهر لي حوارات أو لقاءات أو ندوات لمثقفين، بل غالب ما يورده لي لفنانات ولعارضات أزياء ولسخافات التيك توك المنسوخة في دقيقة أو ستين ثانية، أي أن افتراض "فرويد" هو الذي يسيّر مثل هذه المقاطع للتبعه "الخوارزميات" وتلقي به في الطرقات التي نسير فيها، وليس عليها. لألحظ أنه بعد اهتمامي في الشهر الأخير بالأفلام الأمريكية أن مقاطع "الريلز" و"الشورت" التي تظهر قصاصات من هذه الأفلام تزداد يومًا بعد آخر.. أي كأنها نسيت وصية "فرويد" وتركت الجنس وهمومه لدى الخيال الشعبي، لترى أن الأفلام الأمريكية هي الأهم الذي يجب أن يسقط أمامه السيد "فرويد"، وهذا يدلل على التقنين الذي تقوم عليه "أيديولوجيا الخوارزميات" وأن هناك أولويات يجب أن تعمل عليها. 

(2)

يقول روس داثت في كتابه السابق الذكر " قد يسأل المرء: كيف يعرف المؤرخ متى يبدأ الانحطاط؟ ليجيب: من خلال اعترافات علنية تصدر عن الضيق والانزعاج، وعندما يقبل الناس العبث واللاجدوى كأن ذلك وضع مألوف، تكون الثقافة في انحطاط" 38 . وأذكر هنا أنه يشير في كتابه هذا إلى انحطاط الحضارة الغربية، ويرى أن الحضارة الغربية صارت هجينة، وسعت إلى تحقيق غايات ولكن هذه الغايات استهلكتها، وهي التي تؤدي الآن إلى زوال هذه الحضارة. أي أن ما يتم تطبيقه في المنهج الخوارزمي يقوم على ما تتبناه الحضارة الغربية، وعلى الرغم من أنها ترى في ذلك تحقيق غاياتها إلا أنها ستكون سبب زوالها، وهذا فكر عميق يذهب إلى تحليل الأشياء دون مواربة، ودون خذلان للإنسان وليس مثلما فعل "فرويد" الذي جعل الإنسان والحيوان سواء. وهذه القراءة تمنحنا أن نفكر في هذه الحضارة الهجينة التي بدأت تغزو الخليج العربي، وبدلًا عن قراءة آخرما وصل إليه هؤلاء الدارسون للحضارة الغربية فإننا نسير نحو التجريب مثلهم، بينما ـ ونردد ذلك كثيرًا ـ "العاقل من اتعظ بغيره" ودرس الوضع حيث وصلوا ليتلافى الأخطاء التي وقعوا، ولا يضع خوارزميات تستند على خطوات الغرب السابقة. 

يقول دواثت: "المجتمع الذي ينتج الكثير من الأفلام السيئة ـ مثلًا ـ لا يجب أن يكون منحطًا، بينما مجتمع يصنع الأفلام نفسها مرارًا وتكرارًا قد يكون كذلك. والمجتمع الفقير المثقل بالجريمة ليس بالضرورة مجتمعًا منحطًا، بينما مجتمع غني ومسالم ولكنه منهك وكئيب ومحاصر بعبثية العنف وعدميته، يبدو أقرب إلى التعريف" يا له من توصيف عندما يكرر المرء الشيء الخيالي أمام الناس دون أن يصنع على الأقل فيلمًا سيئًا، تكرار العبث والعمل على الخيال الشعبي، والقفز به من محطة لأخرى بالتأكيد سيؤدي إلى مجتمع منحط، وهذه تجارب إلى الآن لا تؤخذ في الحسبان وهي أمامنا، ولكننا نتبع الخوارزميات التي تؤدي بنا إلى مسار العبث واللهو والفساد. 

الأربعاء، 21 يونيو 2023

دوائر الدائرة الأكاديمية

الدوائر التي يعيش فيها الأكاديمي لا تمنحه الرؤية الشاملة، إذ إنه يغوص في ذات السياق الذي تسير عليه هذه الدوائر، وهي الأكاديمية، المرتبطة تمامًا بهذا المجتمع فقط، وقد يرى المجتمع من خلالها، ولا يعني حضوره على المنبر أو عبر الدوريات الأكاديمية، أنه غاص في عمق المجتمع، ولا يعني أنه يدرس مائة طالب المامه أيضًا بدوائر المجتمع,

الميزة التي تتمتع بها الدراسات المقننة، أنها تنظر بشمولية، ولا تنظر من خرم ضيق، أو من مجموعة صغيرة في دائرة، مكوّنة لعدة دوائر في داخلها، معتقدة أنها هي دوائر المجتمع، بينما هي تنحصر وسط هذه الدائرة.


سأدلل بأحدهم وهو يقدم رسالة ماجستير في الاتصال والإعلام، حيث أن رسالته عبارة عن استطلاع رأي لعدد 15 إعلاميًا، ليس صحفيًا بل إعلاميًا، يقرأ هذا الاستطلاع فيخرج برسالته وهو يحمل الماجستير، وبعدها يقدم رسالة دكتوراة في ذات الدائرة الضيقة، والتي لا تنبئ بشيء، بل تخبر أنه يمتلك شهادة دكتوراه.. وبعدها تستطيع أن تقيس قيمة البحوث التي سيقدمها بعد ذلك، بل قيمة الفائدة التي سيقدمها لطلابه..

إن أردنا بحثًا علميًا مقننًا علينا أن نخرج من هذه الدائرة، كي نقرأ المجتمع بشكل واع، بعيدًا عن الهشاشة.

إن ما يتم تقديمه من الدرس الأكاديمي ما هو إلا زوبعة يعتقد أصحابها أنهم نظّروا للمجتمع بما يفيده، بينما هم نظروا لأنفسهم ولمن حولهم في هذه الدائرة. بقي أن أقول إنني لا أعمم على الكل، وهناك من تجاوز وخرج من هذه الدائرة. 

الجمعة، 5 مايو 2023

الإنسان وما يعيش!!

إن فكرنا في القيم فإن الفلاسفة والمفكرين الأخلاقيين والدينيين والوعاظ، يضعون مقاييس يعتقدون أنها من صناعتهم، بينما هي متداولة بكل بساطة بين الناس، فالإنسان العادي لا يفكر في كيف تكون الأخلاق بل إننا نرى ذلك في فعله اليومي الذي يعيشه. كما إن المفكر أو الفيلسوف مثله مثل غيره "وبرهان ذلك أن الحكيم والعاقل والعلم والعامل واجدون لسائر اللذات كما يجدها المنهمك فيها، ويحسونها كما يحسها المقبل عليها" (ابن حزم، مداواة النفس. ص 3) ثم إن كل شيء شامل، ويسير بكل أريحية بين الناس، فلماذا نعمد إلى تفكيكه والزج بالمجتمعات في وصلات صغيرة نجتزئها كي نقنن الأخلاق، كي نفرض قيمنا" إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك وانتهت في أخذ فكرتك باضمحلال جميع أحوال الدنيا" (ابن حزم،3) الناس لا تحتاج إلى أن تدركها أو تطارد وراءها لتفهم كيف يجب عليها أن تدرك القيم، لأنها مدركة بشمولية، ومع هذا فهناك  " في الناس من لا دين له فلا يعمل للآخرة. وفي الناس من أهل الشر من لا يريد الخير ولا الأمن ولا الحق. ومن الناس من يؤثر بهواه وارادته على بعد الصيت. وفي الناس من لا يريد المال ويؤثر عدمه على وجوده. وفي الناس من يبغض اللذات بطبعه ويستنقص طالبها. وفي الناس من يؤثر الجهل على العلم كأكثر من ترى من العامة" (ابن حزم 5) هؤلاء وغيرهم من الأصناف التي تعيش بيننا تشعر بحياتها بهذا الشكل، أو بهذه الطريقة، وكل ما علينا فعله هو أن يكف شر الشرير على مجتمعه، بينما أنت تسعى إلى أن تفصّل كل شيء لها، المجتمعات لا تريد هذا التفصيل، لأنه هو الطريق الذي ينغلق عليها في النهاية، أو تغلقه كي تنقلها إلى جزئية أخرى، وهكذا.. وهذا مشتت لها، لأن سياقات المجتمعات تقوم على ما تآلفت عليه، والكذبة الكبرى التي يسعى إليها البعض هي أن الناس متساوية وأن الشرق مثل الغرب، أو العكس، بينما يدرك الشرق أنه شرقًا ويدرك الغرب أنه غربًا، وأن كل ما يمت للقيم والأخلاق هو مختلف بينهما تمامًا، ولن يكون هناك درب واحد، فالتسلسل الأخلاقي والديني والمعرفي والعرقي والفكري يختلف من مجتمع إلى آخر وهذا هو ديدن الحياة التي تعيش متناقضاتها ومن ضمنها تناقضات واختلافات هذا الإنسان. هذا التنافر بين الشرق والغرب علينا أن نؤمن به، وأن نقتنع أنه حاصل مهما كانت تسميته والتباعد بينهما سيتواصل، لأن الأصل هو التناقض في داخل المجتمع الواحد فما بالك بين المجتمعات الإنسانية جمعاء، التناقض في الأسرة الواحدة، حتى فكرة الشمولية أو ما تحدث عنه إيزايا برلين في نسيج الإنسان الفاسد: من أنه يجب الذهاب إلى نمط كامل، أو كان يبحث عن نمط كامل، بل ويلح على أن الناس يجب أن تكتشفه. وبكل أسف هو لا يذهب مثلما يذهب ابن حزم مثلًا وينظر إلى المسألة من باب جلاء الهم والبعد عنه ولا يتم إلا بالعمل للآخرة، والابتعاد عن كلام الناس إلى كلام الله، إذ هناك فرق في التوجه، وهنا اختلاف كبير بين مفهوم ومفهوم، وبين حقيقة أدركها أنا وحقيقة تدركها أنت، وقس على برلين الكثير من مفكري الغرب الذين من بعد ثورة فرنسا لا يعترفون بالدين رغم أنهم يستقون منه الشيء الكثير، بل الجزء الأكبر مما قدموه في فلسفتهم، بكل مواربة، وبكل تحيّز أيضًا لجهتهم على جهة الشرق.

الأحد، 22 يناير 2023

صدور كتابي: تظهير الفلسفة

صدور كتابي "تظهير الفلسفة.. المراجعات والمبالغات، والاستدعاءات" عن دار الانتشار العربي ببيروت..


هذا الكتاب هو محركات صغيرة لعقل خامد، يحتاج إلى نفض الغبار، وأي غبار، إنه الارتكاس الذي انشب أظفاره في عقلنا العربي، والذي ازدحم بزخم الماضي حتى كاد يخنقه.

في هذا الكتاب مبالغات معاكسة للفكرة، أي كأنها تدعوك أن تقع فيما هو نقيض فكرتك كي تصل إلى الأصل، فبالشك تصل إلى اليقين، وهذا تقصٍ يحتاج إلى دربة ومران من أجل الوصول إلى حقيقة الشيء بعكسه. علينا أن نبالغ قليلًا كي نكتشف ما نحن عليه أو ما نحن فيه. والمبالغة الكبرى التي أذهب إليها هي: كل استجلاب للشواهد يجلب غيرها، وكل تناقض أو تضارب في الأفكار يصنع أفكارًا جديدة، ولهذا فإن هذا العمل الذي قمت به هو لفتح باب التساؤلات، والذهاب نحو تصحيح فكرة خاطئة أو إثبات فكرة صحيحة. والتنظير لا يخلو من فجوات وهفوات ومن هنا يأتي دور القارئ/الكاتب كي يسدها، أو ينقضها ويوجهها في اتجاه آخر. علينا أن نبالغ لا من أجل الهدم بل من أجل البناء.

إن الاستدعاءات تحمل همًّا في قراءة العقل بشكل يرتبط بما كتبه من نرى أنهم أهل الموثوقية، وأهل الصدق، وأهل العلم الحقيقي، لا العلم المخاتل الذي يضع في الأسطر بعض الكلمات التي تهدف إلى تقديم فكر آخر مختلف عنّا، ومن تفحص متون الكتب وخصوصًا من المستشرقين ممن نستشهد بهم كثيرًا في دروسنا، في وقت يفترض أن نقرأ نحن تاريخنا وتراثنا بطريقتنا لا باستناد لهم ولمن والاهم، ومن هو موهوم أنهم قدموا تميّزًا للتراث العربي. وهذه الأفكار التي أطرحها لا تعني التخلّي عن الأصل، بل هي في صميم الأصل، ولكن علينا أن نعيد قراءته، وأن نستعيد عقلنا العربي، وأن نخرج من عباءة الخوف التي تعترينا عندما يكون الحديث عن التراث؛ فالتراث ليس هو الدين، ولا يتوقف على حديث المصطفى t، كما إن المقولات التي أطلقها الصحابة رضوان عليهم أيام الدولة الإسلامية العظيمة، هي مقولات تحتاج إلى قراءات تنتفع بها الأمة، فمن غير المعقول أن تمر كلمة "عدلت فأمنت فنمت" دون أن يتم تفحصها، وغيرها كثير. قد يجنح البعض أن هذا تأليف، أو أنها أساطير، أو أنها مجرد مقولات، وما هي الفلسفة؟ أليست مجرد أقاويل؟ أساطير؟ الغرب كله قامت فلسفته على إلياذة هوميروس، وعلى "كعب أخيل" أليست أساطير؟ 

الاثنين، 2 يناير 2023

نصف ونصف!

 مثل:

إن كنت رجلًا فقد لاقيت امرأة!


علم:
العلم همّ من همّ له، والوظيفة اليوم وظيفة من لا هم له!
تمييز:
تفوقك في الدراسة لا يعني تميزك في حصولك على الوظيفة.
فخر:
عليك أن تفتخر أنك أنجبت أنثى، الأيام هذه أيام “وأد الأولاد لا البنات”.
مبالغة:
لا بأس إن أنجبت ولدًا بعد 30 سنة فقد يجد له وظيفة.

الخميس، 15 ديسمبر 2022

انتربول حقوق المرأة!


 تخيّل أنك في السوق ثم التفت خلفك وقلت “أمي” أسرعي أكثر..

وفجأة إذا بإثنين يقفان أمامك، ويقولان لك: نحن من الانتربول الدولي، وسنقبض عليك لمخالفتك “حقوق المرأة”! ستندهش وتقول: لم يحدث ذلك، ولكنهما يصرّان على ذلك وأنت في حالة ذهول، وأمك أكثر ذهولًا، بل تكاد تكون في حالة صدمة. وعندما يصران على موقفهما.. تسألهما: وما هي المخالفة؟
ليردان: لم تنطق اسمها!
ـ اسم من؟
ـ اسمها؟
ـ من؟
اسمها؟
ـ من؟
ـ اسم أمك؟
لتصرخ: ها أنتما قلتما: أمي!
أي غباء يسير عليه الغرب، كي يكرس للأطفال أن يدعو الطفل أمه باسمها، ولا يقول: أمي؟ وأي حرمان يريدونه؟
إنه حرمان من الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..
ويا لهذا الغرب الطاغية!

الجمعة، 9 ديسمبر 2022

الفاشل العربي!

 حوار:


ـ يا خي والله إن فلان كان حافيًا عندما أتى إليّ في المكتب، وانظر أين هو اليوم.. ما يتنازل يخاطبني.
ـ شيء طبيعي فالإنسان الذكي يتطور في حياته ويستفيد من تجاربه التي يمر بها. ولا عيب أنه أتى إليك حافيًا!
ـ لا.. لا أقصد شيئًا، ولكني أقول لك أين كان وأين أصبح؟!
ـ ولكن قلت ما قلته من باب التحقير!
ـ لا تفهمني غلط، ما شاء الله استطاع أن يشق طريقه بشكل جيد!
ـ صحيح.. ودون مساعدتك، أو دون أن تأخذ بيده، لأنك كنت تريده أن يبقى مثلما هو أمامك!
ـ إيش فيك اليوم ساخن؟!
كلام:
الغرب يساند الفاشل حتى ينجح، ونحن نضع الفاشل في حفرة، بل نحطم الناجح كي يصبح فاشلًا.
استنتاج:
نردد هذا الكلام عن الغرب، ولكن لم نأخذ هذه الصفة الحسنة التي يتحلون بها، بل نواصل تحطيم الناجح، وقمع الفاشل أكثر.
مبالغة:
لا ترددون الكلمات طالما أنكم لا تتعضون بها، وواصلوا دفن الفاشل، وحطموا الناجح، كي تبقوا في الواجهة!

الأربعاء، 30 نوفمبر 2022

احمِ منطقة الجزاء!

عقل جمعي:

إذا أتعبت قلبك وهو يستقبل السالب من الكلام فإنه سيفلت منك، ويوصلك إلى درجة سيئة.

حضارة:

أنت تصد الكلمات. بل إنك تلعب وسط الكلمات وفي النهاية تستقبل الأهداف التي ينشدها الأعداء؛ لأنك لم تحم منطقة الجزاء.

تاريخ:

لا يُكتب التاريخ بناء على ما يريده الآخر، بل بناء على ما تعتقده أنت!

جغرافيا:

المكان الآن لا قيمة له، ولكن عقل المكان هو الأهم في هذه المرحلة!

تحوّل:

لم ينقص من حضارتك شيئًا، فهي ثابتة، شاء من شاء وأبى من أبى. عليك أن تتحول للهجوم فقط!

مبالغة: 

الخوف من تحويل الكرة لملعب الآخر، يُسقط كل كلماتك، ويجعلك مدافعًا، وهذا ضعف منك.


الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

كرة القدم من "يد" ماردونا إلى قدم ميسي.. ماذا تفعل بالعالم؟

 منتخب البرازيل و”السجين رقم 20″

باختصار:


كنت أتوقع أنني لن أخرج من نسخة البرازيل عام 1982 والتي كانت عبارة عن مجموعة مختلطة من الفلاسفة والفنانين، لا تعجبوا فقد مثلوا أسطورة عبر كعوبهم كأسطورة “أخيل”، كان المعلق أكرم صالح رحمه الله يقول “يا عيني ع هالكاحل” ليس كعب زيكو بل كعب “سقراط” تخيلوا ذلك الفيلسوف يلعب مع منخب البرازيل؛ إنه لكذلك شئتم أم أبيتم، وكأنه يريد أن يتقمص الزمن ليقول إن الفلسفة لا تتوقف على ما تقرأه، أو على ما يطرحه الفيلسوف من أفكار لكم بين دفتي كتاب، بل إنها هنا على العشب الأخضر، وها أنا أحضرها لكم.. لا شك أن تلك المجموعة من لاعبي البرازيل لن تتكرر حتى وإن ضمت رونالدو أو كارلوس البرتو أو الجميل كاكا، أو حتى نايمار أو رونالدينهو. العجيب أن أفضل نسخة في كرة العالم أخرجها من البطولة “السجين رقم 20” باولو روسي. بعد أن أنقذ الطليان، الذين قدموا أسوأ

الجمعة، 22 أبريل 2022

الاستقاء والانتقاء Clubhouse التضليل ومطاردةالأفكار في ظل الثورة الرقمية

   محمود تراوري 


يخوض الزميل الكاتب محمد الغامدي تجربة قد تبدو نادرة في المشهد الثقافي العربي والمحلي الذي يعاني قلة ومحدودية الدراسات والأبحاث التي تقارب علميا وبجدية المحتوى الرقمي، وينتقي في إصداره الجديد واللافت «الاستقاء والانتقاء» المرفق بعنوان فرعي «التضليل الكلامي.. الكلوب هاوس نموذجا»، منصة أو تطبيق الـ «كلوب هاوس» أحدث المنصات التي أنشئت من أجل استقطاب الجماهير صوتيا، ومن أجل أن يشبع الناس شهوتهم في الكلام، بعد أن أشبعوها بالكتابة. ويقول «أطلق تطبيق Clubhouse في مارس من عام 2020، على يدي رائدي الأعمال بول ديفيدسون وروهان سيث.

وبلغت قيمة التطبيق في مايو من عام 2020 نحو 100 مليون دولار، ويستخدمه نحو 1500 شخص فقط، وفقا لموقع The Guardian.
بناء تجربة اجتماعية
ارتفع عدد المستخدمين للتطبيق إلى نحو مليوني مستخدم في يناير من عام 2021، يقول بول ديفيدسون وروهان سيث مؤسسا التطبيق إنه في أي ليلة، هناك الآلاف من الغرف المختلفة التي يمكن للأشخاص الانضمام إليها لإجراء محادثات مباشرة. يعمل «المضيفون» كمشرفين على المحادثات ويمكن لمن في الغرفة رفع أيديهم، افتراضيا، لتشغيل ميكروفوناتهم وإعطائهم فرصة للتحدث.

الاثنين، 7 مارس 2022

التكرار الزائف!

 



الأسطورة:

كيفية متقنة يركبها العقل عبر صور موازية لمتطلبات النفس الذاهبة نحو تحقيق رغبة لم تستطع تحقيقها على أرض الواقع.
الجدل1:
الشعراء لا ينقلون الواقع كما هو، بل ييستمتعون بتقديم الصور المتخيلة “أعذب الشعر أكذبه”!
الجدل2:
التاريخ لا يبنى على الأسطورة، فليس من آلهة على الأرض، ولا إله إلا الواحد. آلهة الإنس شياطينهم!
الخدعة:
الحشد الغربي للفكر اليوناني فيه تجنٍّ على الإنسانية جمعاء، ولم تكن اليونان مبتدأ الحضارة الإنسانية. لنتأمل ذلك كي نكشف الخدعة.
السؤال:
كل متخيّل يصنع آخر، وكل تراكم يصنع مشهدًا، وكل مشهد يسعى لإثباات وجوده، والوجود لا يكون بالمتخيل، بل يكون بالمتحقق.. الأسطورة لم تكن متحققة، ولم تتكرر إلا في خيالنا.. فكيف نحيلها إلى واقع؟
المبالغة:
الأسطورة رمز، والحياة واقع، الواقع يحتاج إلى رمز، الرمز يشوش الحياة!

الخميس، 3 مارس 2022

30 سنة وأمريكا تحل نزاع الجارات!

 أجواء حرب روسيا وأوكرانيا

لم يكن حضور السيد فوكوياما في “نهاية التاريخ” موفقًا، حيث أن سقوط جدار برلين، وانهيار الاتحاد السوفيتي، لم يكن يتجه نحو ديموقراطية ستسود الكون، وسيكون لها صولات وجولات، فالعالم لم يظهر أنه “دمية” يمكن للرياح الأمريكية أن تتلاعب به، وأثبت رسوخه في الأرض، وصلابته وتمسكه بأشيائه ومكتسباته، وأن “الحرب الباردة” التي كانت سابقًا تحولت إلى “حرب ساخنة” ليس فقط في المنطقة العربية التي رأى الغرب أنها مركز صراع مزمن، بتبني “إسرائيل” في المنطقة من قِبله.. ولكن الحرب الساخنة وصلت لأوروبا، عبر الحرب اليوغسلافية، التي رأى الغرب أنها حيدت الصراع المزعوم بين أوروبا وأمريكا والإسلام، على اعتبار أنه الخطر الباقي أمامها في الساحة بعد القضاء على الشيوعية، وبذلك فإن الديموقراطية كما خطط لها بدأت في رفع شعار “الصليبية” عبر كلمات جورج بوش الذي أعلنها بكل صراحة أمام العالم، لينتقل الصراع في المنطقة العربية، أو ما سموه الشرق الأوسط، وبعدها “الكبير، والجديد” تحديدًا، ليكون غزو أفغانستان العراق هو المؤشر الذي يمنحنا القول إن الحرب تحولت إلى ساخنة، وأنها لن تقف هنا، بل ستتوسع رقعتها، وكانت رياح الغرب قد أسقطت أربع دول عربية بشكل فاضح للديموقراطية التي ستعم الكون، وهذا التوجه الساعي إلى أن تعزز الديموقراطية الغربية من مكانتها، وأن تلتهم كل من يقف في طريقها، كان يقابله فعل من قبل التنين الصيني، حيث أنه ترك لأمريكا الانخراط في الحروب وهو يعمل على تنمية قدراته الاقتصادية والعسكرية، وفي مقابل ذلك كانت روسيا تعمل بهدوء من أجل إعادة امبراطورية الاتحاد السوفيتي الذي أسقطته أمريكا، وكان ينتظر الفرصة المناسبة، وبدأ من طرفه هو يفعّل “الحرب الساخنة” في المنطقة العربية، عندما رأى أن السياسة الأمريكية بدأت تعتقد أنها القطب الأوحد في العالم، وأنها ضمنت انتصارها على الجميع، على الرغم من محاولات أمريكا افتعال “حرب باردة” مع الصين من أجل العمل على تهاويها وانكسارها، إلا إن الصين تعمل على الأرض أكثر من عملها على الورق، وسيطرت على كثير من المواقع التجارية في العديد الدول التي كانت تابعة تجاريًا للولايات المتحدة، ولم تبرز للمتابع الحرب الباردة بينها وبين روسيا إلا أثناء الانتخابات الرئاسية التي دومًا تعمل على الحصول على أكبر قدر من الانتباه من العالم، من أجل القول إنها تعمل بديموقراطية، وأن ما تقدمه هو نموذج يجب أن يحتذى في كل الدول، وهي لعبة تعتمد على الإعلام وعلى تعميم الثقافة الأمريكية في كل العالم.. ليكون التدخل الروسي في سوريا هو المنطلق للمسار الذي يخطط له منذ أن جاء 1999 ، وليبرز أن أمريكا أقل من أن تكون هي النهاية التي يجب أن يحتكم إليها العالم، مثلما تصور فوكوياما الذي تراجع كثيرًا وبات حائرًا وهو يحاول تبرير ما كتبه إلى اليوم، دون أن ينجح. ولم يكن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلا أحد أسباب فشل السياسة الأمريكية لإدارة العالم، وكونها ترى أن الفرصة تهيأت لها كي تعود لقيادة العالم، مثلما كانت قبل الحرب العالمية الثانية، ليكون التفكير في تغيير العالم، والعمل على الدخول في النظام العالمي الجديد الذي تخطط له أمريكا، وذلك عبر تجربة إخضاع العالم بـ “حرب بيولوجية” تُخضعه من حيث لا يدرك لهذا النظام المزعوم، وكان بعد أن رأت روسيا هذا التوجه، وبعد أن عمد الغرب إلى استفزازها في أوكرانيا، وبعد أن رأى ضعف الاتحاد الأوروبي والتصدع في حلف الناتو، والاستفزازات المستمرة من الدولة الجارة، أو الدولة التي كانت قلب الاتحاد السوفيتي، وهي ساعية إلى الانفصال تمامًا عن الأصل، وأنها تريد الخروج عن الطاعة لمصلحة الأعداء، اتجه إلى أنه يريد إعادتها إلى الحظيرة الروسية، فكانت هذه الحرب التي نرى حشودها من الطرفين عيانًا بيانًا من أجل الحفاظ على حدوده التي تحفظه من شرور الغرب.
إن أفضل ما خرجت به الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب الباردة، هو أنها استطاعت، عبر انفرادها بالعالم، في الفترة التي تلت سقوط الاتحاد السوفيتي، أن تصنع “عدو قريب” في أنحاء العالم، وخصوصًا المستهدف منها، كمنطقة الشرق الأوسط، حيث العداء الإيراني العربي، العداء العربي ـ العربي، والعداء الأوكراني الروسي، والعداء الأوروبي الروسي بشكل أشمل، والعداء الباكستاني الهندي، والعداء الصيني التايواني، والعداء الصيني الهندي..الخ. وهذا ما اعتقدت أنه سيؤمن لها أن تقف موقف المتفرج، وتعمل على حل النزاعات بين الجارات، وتسلط في الوقت نفسه أذرعها كي تحرك المياه الراكدة هنا وهناك.. ولكن هذا الاستثمار لم يكن في مكانه الصحيح لأن العالم لا يريد أن يعيش تحت وطأة الصدام المستمر، ولهذا فإن التكتل إن حدث فيما أرى سيكون ضد الغرب أكثر منه ضد روسيا، لأن العالم بقطبين أفضل منه بقطب واحد، والمستبد لا يوقفه إلا مستبد مثله، وهذه الحرب التي بين أيدينا ما هي إلا صراع العالم من استعادة مكانته، والعيش بعيدًا عن الخوف أو القلق من أن هناك دولة تستطيع فعل ما تشاء وأينما تشاء ومتى تشاء دون أن يردعها أحد. وفي رؤيتي أن إعلان ألمانيا بناء جيش، هو إعلان جديد للاتحاد الأوروبي في أن مقبل السنوات سيكون هناك توجهات تفكك هذا الاتحاد، وتسعى إلى أن يكون لها نصيب في هذا العالم الذي تم زراعة التناحر في داخله من أجل أن يثبت قوة واحدة هي المستطيعة على فعل كل شيء، وهو دليل على أن ألمانيا تفكر في البعيد، بعد أن رأت ن أمريكا لا تخدم سوى مصالحها، ولا تريد لها إلا أن تستمر سيطرتها على العالم.
إن الحرب الساخنة مستمرة، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، حرب الخليج الثانية، حرب يوغسلافيا، الضربات الاستباقية الأمريكية على عدد من المواقع من العالم، غزو أفغانستان، غزو العراق، الربيع العربي وتساقط الدول فيه، حرب استعادة اليمن، ولم تمض عشرية واحدة دون حرب قامت منذ ذلك الوقت إلى اليوم، اي أن العالم خلال ثلاثين سنة تحوّل إلى صفيح ساخن، وإلى الآن هذه الحرب لم تكشف عن أسرارها بعد، ولكن ظهور نظام عالمي جديد لا شك أنه سيتم، سواء انتصرت روسيا أو انتصرت أوروبا وأمريكا في هذه الحرب.

الاثنين، 14 فبراير 2022

امسح فكرة المجتمع .. كي تعيش!

 


إن هذا لا يمت للواقع بصلة:

إذا كنت تسير بسيارتك في الشارع، والتفت يمينًا ويسارًا ثم رميت بعلبة في الشارع، فأنت تخاف من الناس، ولا تمثّل الواقع الأخلاقي.

كل ذلك بسببهم:
البقايا التي تستحضرها الذاكرة، تدعم توجهك ذلك، لأنك خضعت لفكرة “أفعل دون أن يراك أحد”!

احتقار الفطرة:
ليس هناك آخر سيدعمك، إن لم تكرس فطرتك الخيّرة فيك، فأنت تحتقرها، لأنك سكبت عليها من ماء أسيد الآخرين وقبلت أن يوجهوك لما تريد.

ما أحقر الإنسان لنفسه:
دون أن تشعر أنت تحتقر نفسك.. الأمن هو أمنك الداخلي، ولا شأن للمجتمع بك. فهو يبحث عنك لاصطيادك فقط!

الثلاثاء، 1 فبراير 2022

رواية السعودي محمد عبد الله الغامدي بين سقف القرية وقاع المدينة

 28-01-2022 | 21:48 المصدر: بيروت- النهار العربي

سلمان زين الدين

لعلّ الإشكالية الأولى التي يطرحها نص “سقف القرية… قاع المدينة” للكاتب السعودي محمد عبدالله الغامدي (مؤسسة الانتشار العربي والنادي الأدبي) في منطقة الباحة هي إشكالية التجنيس.

في حين نقرأ جنس “رواية” على الغلاف، نجد أن النص لا يتعدّى السبعين صفحة، ما يفارق بين جنس النص ومساحته، فالتجنيس المقترح أكبر من جنسه، والمساحة المنجزة أصغر من رواية. وعليه، ليس النص برواية طويلة ولا هو بقصة قصيرة، بل هو جنسٌ هجين، يتموضع في منزلة بين منزلتي القِصَر والطول، ويسمّى بالنوفيلّا المعادلة للقصة الطويلة أو الرواية القصيرة.




إنه جنسٌ أدبيٌّ عرفه الأدب العالمي في نصوص “الغريب” لألبير كامو و”مزرعة الحيوانات” لجورج أورويل و”المسخ” لفرانتس كافكا، “الشيخ والبحر” لآرنست همنغواي، وعرفه الأدب العربي في نصوص “رجال في الشمس” لغسان كنفاني و”الطوق والأسطورة” ليحيى الطاهر عبدالله و”أهل الهوى” لهدى بركات، على سبيل المثل لا الحصر.

الاثنين، 17 يناير 2022

هشاشة الفكرة!

 


لا شأن لغيرك بك

عندما تقدّم عملًا، فالناس لا يريدون إلا ما ينعكس عليهم.
نفسك هي غيرك
1ـ أنت تقدم عملًا من أجل نفسك، لذلك ما تعلق بك، هو متعلّق بالآخرين.

2ـ كلما فكرت أنك تقدّم نفسك، فأنت تقدّم غيرك دون أن تشعر، لأن ما تفكر به يفكر غيرك به.

الآخر أنت
لا تستهتر بالآخرين؛ لأنك حينها تستهتر بنفسك.

استمرار
الدائرة التي نعيشها تبدأ من نقطة، هشاشة الفكرة تكمن في عودتنا إلى ذات النقطة.

تأمّلْ!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة المرفقة: لوحة للفنانة التونسية هيفاء تكوني

الأربعاء، 5 يناير 2022

جنون الانفعال

 مقياس:

ردة الفعل انجذاب نحو الفعل.
صفعة:
لا ألطمك على وجهك كي تنفعل، ولكني أوجه إليك الكلمات.
حقيقة:
اللطمة التي وجهتها لك أصابت ما في نفسك ولهذا انفعلت.
استمتاع:
تستطيع أن تكون هادئًا، إن سيطرت على نفسك.
استقاء:
أنت تستقي من نفسك، فكن صبورًا عليها، وليس على الآخر.
مبالغة:
اغضب كي تعرف معنى الهدوء.

السبت، 25 ديسمبر 2021

كي أجادل الملحد!

 


الملحد1

هو الذي يكفر بكل شيء، ويستحيل ذلك؛ مهما قال.
الملحد2
هو الذي يكفر ببعض الشيء.
الاستحالة:
عدم تحقق الفكرة.
فكرة التحقق:
1ـ من كفر بكل شيء سيكفر بعدم وجوده، ولن يتحقق ذلك، لأنه عندما يخاطبنا، وبحضوره الجسمي يمنحنا دلالة وجوده.
2ـ إن كفر بوجود بعض الشيء دون آخر، فإنه يثبت هنا إيمانه بشيء، وبالتالي فهو غير ملحد، هو يمتلك معتقدًا، هذا المعتقد هو “إله” بالنسبة له، وبالتالي فإنه يعترف بوجود إله دون أن يدرك ذلك. حتى لو آمن بعقله فإنه يؤمن بأن النفس أو العقل هو الإله.
إلى أين:
بما أنه يؤمن ـ وليس بمقدوره الإنكار ـ ببعض الشيء، فإنه يجنح بنفسه للخروج م مأزق الدين، وهذا هو المراد الذي يسعى إليه، ولكنه يقع في دينه، ليجد في نهاية المطاف أن ذلك لا يستقيم؛ إذ يستحيل ممن يملك العقل الصحيح أن يرى نفسه هي إلهه، لأنه لو رأى ذلك لخضع لضعيف، ولم يخضع لقوي. وإن رأى العقل هو إلهه سيكتشف أنه محدود القدرات، ولن يستطيع تصور أبعد مما هو أمام ناظريه، أو أبعد مما هو في خياله، أو لا وعيه. بمعنى أن حتى التصورات للحياة الحاضرة من حوله لا يستطيع تصورها، ومن هنا يبدأ التضارب في داخله، فلا يستقر على قرار.
التوجيه:
سيوجهه عقله إلى مناقشة من حوله، ويسعى إلى جذبهم، من أجل أن يجد له مخرجًا يخرجه من أزمة التضارب، وكلما اتسعت دائرة من يؤمن بمثل ما يؤمن فإن نفسه وعقله سيهدآن، لأن هناك من يسايره.. ولكنه لا يملك القناعة الكاملة بما هو ذاهب إليه، فإمّا أن يذهب في غيّه أو يعود إلى الصواب.

المبالغة:

نقاش عقلي قد نحتاجه، كي نمارس “الجدل” في هذا الموضوع! ومن يحمل المسلمات لن تستطيع اقناعه بمثل هذا الكلام.. عليك ألا ترهق نفسك بعد هذا. فلن ينقص من الإسلام شيء!

الاثنين، 20 ديسمبر 2021

بين الجسد والرأس

 (1)


عندها قلت في الفلسفة والرواية الفلسفة والرواية بطريقة أخرى
الرواية “جسد”، وبكل أسف الفلسفة “رأس”، إن الجسد صناعة عظيمة يختلط فيه كل شيء بدءًا من المشاعر وانتهاء بالتعرق. بينما الرأس مجرد أفكار يتم تدويرها ومن ثم القائها على عابر سبيل!
(2)
الجسد يحتاج إلى مساحة مكانية مثلما يحتاج إلى مساحة زمانية، والرأس يحتاج إلى مساحة زمانية.
(3)
الرأس ليس مكملًا للجسد، الرأس هو لبّ الجسد، وهو المساحة الزمانية التي يتحرك فيها الجسد.
(4)
لا أتحرك هنا في إطار الجسد الثقافي، بل في إطار الجسد الإنساني المتكامل، أو الداعي إلى التكامل. لأن الجسد الثقافي له نمطه المحدد، الذي قد يخفي معه النحن ليبرز الأنا، وهي إشكالية تحتاج لنظر.
(5)
ولا أتحرك في إطار الرأس العقلي، بل في إطار الرأس العملي، لأن الرأس العقلي سيؤطر الحياة في اتجاه واحد، لا يتسق وارتباطه بالجسد، وسيدهس الحركة في طريقه؛ وينفي الجسد!
(6)
لي عودة في هذا…

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

متى أصبح بليدًا؟!

 

البلادة:

حالة اختطاف عقلي، ينثرها من حولنا على النفس لنكون أغبياء!
التوقع:
إذا توقعت أن مطلوبك النفسي يفي لأن تعيش، فأنت طالب بليد!
الصورة:
لا تعكس المرآة عقلك، بل تعكس جسدك، ولكنك تعتقد أن النفس العاقلة تكمن في هذا الجسد فتتوارى خلف كلمات الآخرين، لتعيش في حالة دعة بليدة!
المستقبل:
ـ تتذكر، فتضرب رأسك وتقول: كم كنت غبيًا وأنا أطارد خلف الصور!
ـ تتذكر وتقول: إنه استفزاز.
ـ تتذكر وتقول: لم أحلل بشكل جيد.
ـ تتذكر وتقول: يا لي من بليد أن سايرتهم.
ـ تتذكر وتصرخ: لقد أضعت حياتي!
سؤال:
هل تعتقد أنك تتغير وأنت منغمس في التفاهات والغباء؟

الجمعة، 10 ديسمبر 2021

..والفلسفة والرواية بطريقة أخرى!

 الجمال:

إن قدمت لك الجمال لمجرد الجمال فإنك لن ترضى بذلك، فأنت أصلًا جميل.. فلماذا أصفك؟ عليّ أن
أعكس ذلك على طبيعتك، وأن أكشفه بناء على هذه الطبيعة، لتتحول إلى هذا الإنسان الجميل.
النثر والشعر:
لا بأس إن استعرت من الأرجنتيني ساباتو: ” النثر هو ما يتعلق بالنهار، والشعر هو الليل: فهو يتغذى على المخلوقات الخرافية ومن الرموز، وهو لغة من الظلمات والأعماق. إذن، لا توجد رواية عظيمة، إن لم تكن شعرًا”.
فردية الجمال:
جمال الرواية لا يخضع للفردية إن حملت رؤية ساباتو في جعبتي، ولو أتجهت بها ناحية الفردية، وأنا أكشف الجمال، فإنني لن أكشف الجمال برموزي وخرافاتي، بل سأصفه لك، وسأنثر لك في وضح النهار ما تعرفه!
المغامرة:
لا تحتاج مني أن أضع لك رموزًا في هذه الشذرات الصغيرة، كل ما تحتاجه هو أن أدعوك للفن، وعليك أن تتنفس بصعوبة لبلوغ المجاز وإلا فإنك تسعى لحياة خالية من المغامرة.
الفلسفة:
الرواية “جسد”، وبكل أسف الفلسفة “رأس”، إن الجسد صناعة عظيمة يختلط فيه كل شيء بدءًا من المشاعر وانتهاء بالتعرق. بينما الرأس مجرد أفكار يتم تدويرها ومن ثم القائها على عابر سبيل!