‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاتحاد السوفيتي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الاتحاد السوفيتي. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 6 سبتمبر 2017

الحرب القذرة على العالم 31



  • إمبريالية الإمبراطورية الأمريكية 5




هاتفني أحد الأصدقاء وتحدث معي حول ما كتبته هنا عن نظرية " مجتمع الخوف" .. ورأى أنني ذهبت بها إلى غير محلها عندما عكستها على المجتمع الأمريكي، وقال: إن هناك قانوناً يحكم الجميع فلذلك لا خوف.


قلت متى تحدثت عن ليبرالية فإنني أتفق معك.. أما إن تحدثت عن علمانية فإنني لست معك. فالحرية الفردية تختلف عن الحرية السياسية.. والحديث الأخلاقي الذي طرحته هو عن الحرية السياسية وفسادها وعدم مصداقيتها وبعدها عن الأخلاق تماماً، ولهذا فإن أمريكا تخاف من فقدان هذه الحرية الفاسدة، بالنسبة للنخبة المسيطرة. ومن هذا الجانب فإن الخوف سينعكس على المجتمع على مدى الزمن، وستخشى النخبة انحراف العامة بعد اكتشاف الحرية المخادعة التي تطرحها الليبرالية الحديثة، وتحديداُ ليبرالية " المحافظون الجدد" الذين يرون في هذه الحرية الفردية أنها الدرب الذي يستطيعون عبره السيطرة على الشعب؛ أي كأن عملية رسم الوهم لهؤلاء البشر هي الطريق الحقيقي لبقاء الديكتاتورية، لأنه متى ما كان انسياق المجتمع ككتلة واحدة فإن قدر هؤلاء هو خروجهم من السلطة شاءوا أم أبوا، ومتى ما تمتع الشعب ، بل العالم ، بحرية فردية فإنه من السهولة بمكان انسياقه لقطيع تسيره الديكتاتورية، التي تريد السيطرة على العالم. وأعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تتنبه له الشعوب لهذا الخطر وسيخرجونهم من السلطة، لأن البناء على " الكذب النبيل"[1] ، الذي يرونه، لا يمكن له الاستمرار.

الاثنين، 10 يوليو 2017

الحرب القذرة على العالم 23

 

  • صناعة الطغيان (1)


سنحرمكم من العدو


" التاريخ هو المنتج الأكثر خطورة من بين ما حضّرته كيمياء العقل،
يبعث على الحلم ويسكر، يولد ذكريات وهمية، ويحافظ على الجروح القديمة، يقود إلى هذيان العظمة أو إلى هذيان الاضطهاد" بول فا يري

صرخ، مستشار الرئيس غورباتشوف، الكسندر أرباتوف الآن " سنقدم لكم أسوأ خدمة، سنحرمكم من العدو!"[1] ويا له من مشهد مأساوي أن لا يكون لأمريكا عدواً، ويا لها من ديمقراطية أن لا يقابلها استبداد، وأن يموت طغاة أمريكا اللاتينية أو الوسطى. ستتوقف الآن الشاشة الذهبية عن البث، وستُغلق دور السينما في أمريكا، لم يعد هناك خطر أحمر، ليس من جيمس بوند، لقد انتهى كل شيء.. انتهى الكاوبوي.. انتهى رامبو. شيء محزن للسياسي التاجر أن تتهاوى الكتلة الشيعية هكذا، وأن تموت حرباً عاشت لسنوات كي تحفز كل جانب من أجل أن يحرك الناس، وأن يتلاعب بعقولهم، عبر وهم تم بناؤه لأكثر من خمسين سنة تقريباً.

الأحد، 2 أبريل 2017

الحرب القذرة على العالم (13)

 الـ  pax Americana


إن لدينا أفضل الصلات في أفضل بقاع العالم... نحن على قمة العالم .       


ريدرز دايجست ، الطبعة العالمية " اﻟﻤﺠلة الأكثر رواجا في العالم " 23 أكتوبر 1972


يقول ريتشارد نيكسون:"من السمات الأساسية لأسلوبنا في الحياة إيماننا بأنه عندما يعمد الحكام إلى الإستئثار المنظم بالمعلومات، التي هي حق خالص لجمهور الشعب، فإن أفراد الشعب سرعان ما يصبحون في وضع يجهلون معه كل ما يتعلق بشؤونهم الخاصة... وسيفتقرون في نهاية الأمر إلى القدرة على تحديد مصائرهم الخاصة[1] " وهذا القول لم يكن وليد تلك اللحظة فسبق وأن أشرنا أنه عندما أسس "ترومان" مكتب الخدمات الإستراتيجية عام 1941م، كان الهدف منه اكتشاف الخطر قبل وقوعه، أي أن يقوم بعمليات استباقية ، ولهذا كان " كل عضو فيه يحمل حقيبة صغيرة بها بندقية قصيرة وعدد من القنابل اليدوية وبعض العملات الذهبية وحبة دواء قاتلة لتنفيذ عمليات قذرة.."[2].

ونعلم أنه أغلق هذا المكتب ولكنه عاد حين اكتشف ترومان حاجته إليه أمام المد الأحمر آنذاك.. واشتعلت الحرب الباردة بينهما والعالم مشغول بمداواة جراحه، بينما الرأسمالية الأمريكية والشيوعية يخططان كيف يسيطران على العالم.

لتخطو أمريكا في هذا الجانب خطوة جعلتها تسير عليها إلى اليوم ، حيث أعلن ترومان عام 1949م عن برنامج النقطة الرابعة لتأييد "السلام العالمي" وفق محاوره الأربعة [3]

وتنبه الأمريكان لخطورة الثقافة منذ بداية تكوين الدولة، فقتلهم في ( هولوكست الهنود الحمر) لـ 112 مليون هندي لا يعني محو حضارة الهنود الحمر، فتاريخياً يصعب محوها، ولا يعني تحرير وتوحيد البلاد، ولكن بقتل هذا العدد الكبير فهو يؤشر إلى الرغبة في محو الثقافة، فمن تبقى من الهنود الحمر لا بد أن ينخرط في الثقافة الجديدة أو مصيره الموت. [4]

وما مقولة نيكسون أعلاه سوى إحدى علامات التوجه الذي تنتهجه أمريكا في العمل على محاربة الثقافات، حتى في الداخل الأمريكي، الذي كان يزخر بالمبادئ الشيوعية آنذاك. ومن هنا فإن الثقافة هي العنصر الأساس في عملية السيطرة على العالم، وجعل العالم يعيش في فوضى أو جعله مستقراً، والغالب أن الفوضى هي التي يجب أن تستمر، وبالفعل الثقافي تستطيع تغيير المفاهيم وتغيير السلوكيات، وتوجيه الوهم حسب متطلبات الفرد، وحسب رغباته وتوجهاته، بعد دراسة سلوك المجتمعات، وسعي الشعوب نحو وهم صناعة العقول، والاتجاه في الطريق الصحيح للوصول إلى قمة الحرية، التي تصنعها الآلة الغربية وعلى رأسها أمريكا.