‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحشد الشعبي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الحشد الشعبي. إظهار كافة الرسائل

السبت، 1 سبتمبر 2018

موقف الأمم المتحدة في سوريا

لا شيء يهز العالم 19


 

عام 1945 وبينما كان العالم مجتمعًا في سان فرانسسكو من أجل إعلان سيطرة الدول الخمس العظمى على القرار العالمي، وبينما كانت فرنسا تدافع عن حقوقها اللغوية في المؤتمر فإنها في نفس الوقت كانت تسعى إلى تأكيد حقوقها الاستعمارية في سوريا، أي أن قضية سوريا مع الخمسة الكبار، ومع مجلس الأمن كانت من أول يوم نشأ فيه المجلس، وكان من الواضح أنه لا يبدي اهتمامًا نحوها.

والأمم المتحدة في هذه القضية أصدرت في البدء من 2011 حتى 2013م ستة بيانات، و20 قرارًا لمجلس الأمن، واتخذ مجلس الأمن الدولي القرار الرقم (2043)، والذي صدر يوم السبت 21 أبريل 2012 بإجماع الأعضاء كافة على تخويل الأمين العام للأمم المتحدة بإرسال 300 مراقب عسكري مبدئيًا، على أن يكونوا غير مسلحين لمدة 3 أشهر، لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية، والنظر في التزام سائر الأطراف بخطة عنان للسلام. وأنشئت البعثة للمراقبة في سوريا لفترة أولية مدتها 90 يوما، وبدأت البعثة مهامها، لكنها قررت تعليق أنشطتها في 15 يونيو/حزيران من العام ذاته، قبل أن توقف عملها نهائيا بحلول أغسطس/آب 2013. وفي 22 يناير/كانون الثاني 2014، وعقدت في سويسرا مؤتمرات جنيف من 1 حتى 8 وجميعها باءت بالفشل أو أريد لها الفشل بمعنى واضح، ومؤتمر جنيف 1 الذي استند إلى هذا البيان، والذي حضره لأول مرة ممثلون عن كل من الحكومة السورية والمعارضة. بينما في آخر مؤتمر وهو جنيف 8 أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ختام مفاوضات "جنيف-8"، مبديًا أسفه لعدم تحقيق تقدم في هذه الجولة، وعدم حصول ما وصفها بـ"مفاوضات حقيقة" بين الطرفين.



وفي العام 2013 حدث تطور جديد في دور الامم المتحدة في سوريا عندما، أصدر مجلس الأمن في 27 سبتمبر/أيلول 2013، القرار الرقم (2118)، الذي طالب بالتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية. واستند هذا القرار إلى الاتفاق الأمريكي الروسي الذي تم في جنيف، قبل نحو أسبوعين من ذلك التاريخ. وأعقبه قرار من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قضى بوضع إجراءات خاصة لتدمير البرنامج الكيميائي السوري، وفق جدول زمني متفق عليه. وقطعًا إلى تاريخه كل ذلك مجرد "حبر على ورق".

إن موقع سوريا الذي يربط بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث تعد مركز خطوط التبادل والتجارة بين هذه القارات، جعل أمريكا وبعض الدول الغربية تسعى إلى السيطرة عليها من أجل مد خطوط الطاقة من الخليج العربي إلى أوروبا عبرها لكسر حاجة أوروبا للغاز الروسي، وكذلك جعل الأراضي والمرافئ السورية ممرا لاستيراد وتصدير البضائع إلى دول الخليج العربي.

"كما إن تموضع سوريا في شمال فلسطين جعل منها هدفا أساسيا لحركة الصهيونية العالمية، يجب السيطرة عليه من أجل تنفيذ مخططاتها في المنطقة، هذا العامل يعطي سوريا أهمية جيوسياسية كبيرة جدا، ولكن بنفس الوقت يعطي سوريا نقطة قوة رئيسية تفرضها الحسابات الدولية نظرا لحساسية هذا الملف المفرطة والمؤثرة وعدم إمكانية المغامرة فيه.

سوريا غنية جدا بالثروات الطبيعية والبشرية والحضارية، ويعتبر البترول والغاز الطبيعي من أهم الثروات الطبيعية، وتليها الفوسفات ثم الملح الصخري والجص والإسفلت كما توجد بعض الموارد الهامة التي تستخدم كمواد أولية في الصناعة كالمارن والغضار والرمال وكذلك في أعمال البناء كالصخور الكلسية والبازلتية والمنغنيز والرصاص والنحاس واليورانيوم والمعدنية كالكبريت والتالك والحرير الصخري (الاسبستوس).

حضارة سوريا تعود لعشرات آلاف السنين، إلى عصور ما قبل التاريخ، ودمشق أقدم عاصمة مسكونة في التاريخ، وتعاقبت على سوريا أعظم حضارات الشرق التي أغنت البشرية بالعطاءات في شتى المجالات أهمها أقدم أبجدية في التاريخ، ففي أوغاريت وماري وإبلا، تم اكتشاف آلاف الرُقم والمحفوظات الضخمة التي تضمنت الكثير من النصوص التجارية والسياسية والقانونية والميثولوجية، كذلك كانت الحضارة الفينيقية والآرامية مرورا بأفاميا وتدمر وبصرى، وهذه المواقع والآثار تفوق في قيمتها النفط والغاز.

جغرافيًا تتمتع سوريا بتنوع تضاريسها، حيث توجد الجبال والسهول والصحراء والبحر والأنهار، مناخها متوسطي معتدل جميل وشمسها دافئة، وهذا يساعد على التنوع الكبير في الإنتاج الزراعي والحيواني وكذلك صيد الأسماك، والأرقام الحقيقية لهذا الإنتاج الضخم قد تدهش الكثيرين وتفوق بكثير الإحصائيات الرسمية.

ولذلك كانت الهجمة الشريرة على سوريا في عام 2011 من قبل المحور الأطلسي الذي دعم الإرهاب القادم من خارج حدود سوريا سياسيا ولوجستيا وماليا وإعلاميا سراً وعلانية من أجل السيطرة على سوريا ووضعها في طرفه ضمن المعادلة الدولية، ولكنه اصطدم بوحدة الشعب السوري العريق بكل أطيافه الذي قدم مئات الآلاف من أبناءه لتبقى سوريا، والذي دعمه المحور الأوراسي المقاوم للهيمنة الأميركية بقيادة روسيا الاتحادية، وهنا تترسخ المعادلة الدولية في المعنى الجيوسياسي فالمحور الذي ستكون سوريا طرفا فيه سيكون قادر على التأثير في الكثير من المعطيات الدولية الهامة[1]."

 

في تقريرها لعام 2017م  قالت "هيومن رايتس ووتش":

جهود الولايات المتحدة وروسيا، وتدخلهما المتعاظم بسوريا للتوصل إلى تسوية سياسية عام 2016، فشلت إلى حد كبير في تقليص الانتهاكات الفادحة لقانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي التي باتت سمة النزاع المسلح هناك.

وكشفت عن أنه بلغ عدد القتلى جراء الصراع 470 ألفا حتى فبراير/شباط 2016، وفقا لمنظمة "المركز السوري لبحوث السياسات" البحثية المستقلة. مما أدى إلى تشرد ما يزيد عن 6.1 مليون نازح، و4.8 مليون طالب لجوء، وفقا لـ "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية". بحلول منتصف عام 2016، كما أظهر التقرير أن هناك ما يقدر بمليون نسمة يعيشون في المناطق المحاصرة ومحرومون من المساعدات الضرورية للحياة والمساعدات الإنسانية.

واعتُقل أو اختفى أكثر من 117 ألف شخص منذ عام 2011، غالبيتهم العظمى على يد القوات الحكومية، من بينهم 4557 شخصا بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2016، وفقا لـ "الشبكة السورية لحقوق الإنسان". يتفشى التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز، كما قُتل الآلاف في المعتقلات.[2]

والملاحظة هنا في مثل هذه التقارير أن هذه المنظمات لا تعتمد في تقاريرها على حضورها أو وجودها في قلب الحدث بل تعتمد على ما يبثه الآخرون من الطرفين المتنازعين، سواء من النظام أو من الشعب أو الحركات الشعبية التي تسعى لإسقاط النظام لتعيش حياة حرة وكريمة.

وعلى الرغم من أن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية وأسقط البراميل المحملة بكافة أنواع هذه الأسلحة إلا أن الأمم المتحدة وما يتبعها من منظمات تكتفي بالإشارة إلى ذلك دون أن تسعى إلى تحريك المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات حاسمة في هذا الإطار. واستمرار العبث من قبل القوى العالمية في هذه المنطقة واضح وضوح الشمس بدلالة تكيفها مع باصات نقل ما اخترعوه على أرض الواقع تنظيم "داعش"، والعمل على مساعدته للتنقل في أرجاء سوريا دون مضايقة بل وبحماية دولية، استغربها العالم أجمع.

ومع ما خلصت "آلية التحقيق المشتركة" بين "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" والأمم المتحدة في تقريرها الرابع، الذي صدر هذا العام، إلى أن قوات الحكومة السورية استخدمت المواد الكيميائية في هجوم في إدلب في مارس/آذار 2015. حدد التحقيق وحدات الجيش المسؤولة عن رحلات جوية مرتبطة بالهجمات، ولكن لم يذكر أسماء قادة الوحدات بسبب عدم رد الحكومة السورية على استفسارات حاسمة. وصلت "آلية التحقيق المشتركة" إلى النتيجة ذاتها حول هجومين آخرين عامي 2014 و2015 في تقرير سابق. وجدت اللجنة أيضا في وقت سابق أن داعش استخدم غاز الخردل الكبريتي في هجوم على مناطق تسيطر عليها جماعات معارضة مسلحة في أغسطس/آب 2015.

وهيومن رايتس ووتش عام 2016 قالت إنها وثّقت عدة هجمات على المنازل والمرافق الطبية والأسواق والمدارس بدا أنها استُهدِفت عمدا، بما فيها غارة جوية كبرى للتحالف السوري-الروسي قصفت مستشفى القدس والمناطق المحيطة به في 27 أبريل/نيسان 2016، ما أسفر عن مقتل 58 مدنيا ومريضا. وقعت عدة هجمات على المرافق الصحية في أغسطس/آب وحده، بما فيها في إدلب وحلب وحماة وحمص.

وقالت: "إن قوات الحكومة استخدمت ما لا يقل عن 13 نوعا من الذخائر العنقودية المحرمة دوليا في أكثر من 400 هجمة على مناطق تسيطر عليها المعارضة، في الفترة من يوليو/تموز 2012 وحتى أغسطس/آب 2016، ما أسفر عن مقتل وجرح مدنيين من بينهم أطفال. استخدمت العمليات العسكرية السورية-الروسية المشتركة، التي بدأت في 30 سبتمبر/أيلول 2015، الذخائر العنقودية المحرمة دوليا على نطاق واسع. حظرت معظم الدول الذخائر العنقودية لأن القنابل الصغيرة التي ترميها تنتشر في مساحة واسعة ولا تميز بين المقاتلين والمدنيين، ولأن العديد من الذخائر الصغيرة لا تنفجر وتتحول فعليا إلى ألغام أرضية يمكن أن تنفجر إذا لُمست، حتى بعد سنوات عديدة.

لجأت القوات الحكومية وحلفاؤها بشكل متزايد إلى استخدام الأسلحة الحارقة، مع ما لا يقل عن 18 هجمة موثقة على معاقل للمعارضة في حلب وإدلب بين 5 يونيو/حزيران و10 أغسطس/آب. بثّ تلفزيون "روسيا اليوم" في يونيو/حزيران لقطات لأسلحة حارقة (من نوع آر بي كي-500 زاب-2.5 إس إم) محملة على طائرة هجومية مقاتلة طراز من "سو 34" في قاعدة عسكرية سورية. تحفز الأسلحة الحارقة سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تشعل الحرائق صعبة الإطفاء وتسبب حروقا شديدة الإيلام ويصعب علاجها. صادقت 113 دولة من بينها روسيا (ولكن ليس سوريا) على بروتوكول "اتفاقية الأسلحة التقليدية" الذي يحظر استخدام الأسلحة الحارقة التي تلقى من الجو على مناطق "تجمعات المدنيين".



وبينما تواصل روسيا نفي تورطها في هجمات الأسلحة الحارقة في سوريا، تتجاهل سوريا باستمرار دعوات التوقيع على البروتوكول، كما وُثّق استخدام القوات العسكرية للأسلحة الحارقة منذ نهاية عام 2012.

واصلت القوات الحكومية أيضا استخدام المواد الكيميائية السامة في كثير من الهجمات بالبراميل المتفجرة في انتهاك لـ "اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية". ألقت مروحيات الحكومة السورية براميل متفجرة تحتوي موادا كيميائية سامة على أحياء سكنية في معاقل للمعارضة في مدينة حلب في 10 أغسطس/آب و6 سبتمبر/أيلول.

ونسبت لجنة التحقيق الأممية في تقرير أصدرته في 24 أغسطس/آب هجومين بالأسلحة الكيميائية عام 2016 إلى الحكومة السورية، وواحد إلى داعش الذي يخضع بالفعل لعقوبات من الأمم المتحدة".[3]

إن التقرير الذي أوردته هيومن رايتس ووتش، وهو ليس الأول ولا الأخير، دوما يتحاشى ذكر إيران وتأثيرها في هذه الحرب، وتعميق جراح السوريين، بل تأجيج الصراع في سوريا، حيث أنها تعد عاملاً رئيسًا فيها، بالإضافة إلى دخول إسرائيل في السنتين الأخيرتين عيانًا بيانًا إلى جانب إيران وروسيا في تدخلهما السافر في هذه الحرب، ومع ذلك فإن الأمم المتحدة متساهلة في هذا الجانب، بل إنها تعمد إلى عدم ذكر الجانب الإيراني في أي من قراراتها أو من قراءاتها أو تقاريرها الدورية، وهذا يدلل على المنحى الذي تنتهجه الأمم المتحدة تجاه العرب، بحيث أنها تخدم أجندة تسعى إلى هدم الدول العربية، والعمل على دمار المنطقة العربية، دون أن يكون للعدالة أي درب في هذا الصراع.

القيود غير القانونية على المساعدات الإنسانية

وعلى الرغم من الجهود الدولية التي تسعى لمساعدة الشعب المغلوب على أمره إلا إن القوات الحكومية والموالية لها، دومًا تعرقل أي مسار تسير فيه حملات الإغاثة للشعب، وباعتراف صريح قالت الأمم المتحدة: إن الحكومة السورية أزالت العناصر الضرورية للحياة من قوافل المساعدات التي سمحت بدخولها. وأضافت: إنه في شهر فبراير/شباط وحده منعت الحكومة 80 ألف مادة علاجية، من بينها مجموعات علاج الإسهال، واللوازم الصحية في حالات الطوارئ، والمضادات الحيوية وأدوية أخرى، من الدخول إلى المناطق المحاصرة.

 

إن تدهور الأوضاع الإنسانية في المناطق التي تحاصرها القوات الحكومية والقوات الموالية لها بسرعة، اضطر سكان داريا ـمثلاـ في ريف دمشق إلى الجلاء عن المدينة في 25 أغسطس/آب بعد حصار 4 سنوات.

كما قصفت طائرات في 19 سبتمبر/أيلول 2016، قافلة معونات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، ومستودع لـ "الهلال الأحمر السوري" في أورم الكبرى بحلب، ما أسفر عن مقتل 20 مدنيا وموظف واحد بينما كانوا يفرغون الشاحنات. كانت معظم المساعدات، بما فيها مواد غذائية وإمدادات طبية، ستوزع على 78 ألف شخص على الأقل، وفقا لبيان "الهلال الأحمر السوري". قالت الأمم المتحدة إن القافلة تلقت التصاريح اللازمة من الحكومة السورية مقدما للعبور من أجزاء حلب التي تسيطر عليها الحكومة إلى أجزاء من حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة لتقديم المساعدات. كل هذا يحدث والعالم يقف متفرجًا ويكتفي بالتنديد الخافت، والأمم المتحدة فقط تدعو الأطراف المتنازعة إلى الحوار، وتكرار الحوار لم يفد من جنيف 1 حتى 8 ومع ذلك هناك إصرار عليه، كمن يقول للعالم نريد إطالة أمد الحرب، ولا نريد الفصل في سوريا في الوقت الراهن، بل ننتظر حتى نصل إلى غايتنا التي نريد والتي لم تتحقق إلى الآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]

[2]  راجع موقع المنظمة رابط : https://www.hrw.org/ar/world-report/2017/country-chapters/298280

[3]  نفسه

الخميس، 9 فبراير 2017

هاجم أعداء العرب .. افتعل .. شتت.. اضرب العرب

سياسة أمريكا تجاه المنطقة العربية لن تتغير


التاريخ عبرة.. فما مدى استفادتنا من هذا التاريخ؟


بالأمس والعراق في أوج الفوضى التي يعيشها، كانت التصريحات الأمريكية الرنانة ضد الوجود الفارسي في العراق قوية، والتوجيهات بضرب كل الناشطين الصفويين فيها تتداوله الصحف والوكالات.. والتصريحات ضد البرنامج النووي الإيراني من قبل الأمريكان على أشدها، ومع ذلك ماذا حدث؟ وماذا نرى الآن؟ ألم تبرم اتفاقية استكمال إيران برنامجها النووي على مرأى ومسمع من العالم؟ ألم تحقق إيران مبتغاها؟ بل ألم تسلم أمريكا العراق للفرس؟

واليوم ها هو يكرر ترامب التصريحات ويقول إن إيران دولة إرهاب بل هي الأولى في العالم.. فهل نصدقه ونكذب التاريخ؟ لن ننكر التقلبات السياسية والمصالح الإستراتيجية للبلدان، وفي نفس الوقت لن ننكر أن هناك هواناً عربياً يعتري الأمة بالكامل، ولهذا فإن عملية الرصد والمقارنة بين الأمس واليوم شيء ضروري جداً، ولا بد أن نتبه إلى خطورة التصريحات، وأن نقرأ السياسة الأمريكية جيداً، بل أن نقرأ المفكرين الأمريكان جيداً فهم اللبنة التي تضع سياسات الدولة ويستغلها السياسيون على أكمل وجه.. كمقولات هينتنجتون وكمقولات تشاومسكي وغيرهم.

الأربعاء، 1 فبراير 2017

14 ذراعاً إرهابياً إيرانياً لنشر الفوضى في المنطقة العربية

أيادي الإرهاب تتضح في كل مكان ، وبين الإرهاب و" إيران " توافق كبير في عمليات دعم الخونة والمناوئين لبلدانهم في كل أرجاء المعمورة.

فالثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بدأت تركّز على الجماعات التي تجمعها بها وحدة الارتباط المذهبي. والملالي يسعون إلى إقامة الثورات في البلدان العربية ومن يسايرهم هم الموالون لهم مذهبياً، حسب ما يرى هؤلاء. والظاهر الذي تستغله القيادة الإيرانية هو وحدة المذهب، بينما الباطن والذي يتم خلف الكواليس مع النشطاء الذين يتدربون في قم هو اسقاط السلطات في هذه البلدان لدعم المشروع الإيراني في المنطقة.

ولهذا صنعت إيران لها يداً في المنطقة عندما أنشأت حزب الله في لبنان عام 1985م وبرز الحزب في المنطقة بعد تولي حسن نصر الله الحزب.

الملاحظة التي يراها الجميع هي أن إيران سعت عبر صناعة أذرعة لها في العالم إلى إثارة الفوضى في كل قارة، ودوما شعارها يقف عند " الزناد ، التفخيخ ، التفجير ، الفوضى ، إثارة النعرة الطائفية ، استغفال العامة من المذهبيين"

والأذرع الإيرانية هي:

  1. فيلق بدر العراقي


بدأ هذا الفيلق أبان الحرب العراقية الإيرانية عام 1982 وكان كذراع عسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي أسسه السيد محمد باقر الحكيم بمعاونة مخابراتية إيرانية قضت بتجنيد العراقيين المنفيين في إيران وأسرى الجيش العراقي خلال الحرب العراقية الإيرانية، ورأينا نتائج هذا الفيلق تظهر بعد احتلال العراق حيث ظهر المالكي وغيره ممن كانوا تحت لوائه. ولا شك أنه سيكون داعما قوياً لإيران بعد سقوط بغداد في يد الأمريكان ومن ثم تسليمها من قبلهم لإيران عبر هذا الفيلق.

يترأس هادي العامري قيادة "بدر" منذ عام 2002 وهو من الشيعة الأوائل الذين قاوموا صدام حسين ويحمل الجنسية الإيرانية إلى جانب الجنسية العراقية ومتزوج بسيدة إيرانية..

 

  1. حركة أمل الإسلامية اللبنانية


استغلت إيران الانشقاق الذي حدث بين حسين موسوي وحركة أمل التي يرأسها نبيه بري ، وأنشأت حركة أمل الإسلامية اللبنانية عام 1982م، وتم دعم الحركة من قبل الحرس الثوري الموجود في بعلبك، شمال شرق لبنان، وقامت الحركة في تشرين الثاني 1982 بالسيطرة على ثكنة "الشيخ عبدالله" في بعلبك وتسليمها إلى الحرس الثوري الإيراني. ولم تستمر طويلاً إذ ألغيت الحركة في بداية التسيعينيات من القرن الماضي حيث أن حزب الله منذ تأسيسه عام 1985م يقوم بالدور المطلوب منه على أكمل وجه..

  1. حزب الله اللبناني


تأسس الحزب عام 1985م وقام على كذبة لم تطغى على لبنان وحدها بل على كل العالم العربي حيث أنه كان مقاوما لإسرائيل في الجنوب، مما كرس إعتقاد أنه المدافع عن العقيدة، وعن المسلمين، ولكن بعد مسرحية 2006م والتي انكشفت مع التوجه الإيراني في المنطقة خصوصاً بعد انهيار العراق على يد القوات الأمريكية وتسليمه لإيران. وبعد انخراطه في حربه إلى جوار إيران في سوريا.

بعد هذه التجربة المفيده للأطماع الفارسية بدأت إيران في صناعة الأذرع لها في العالم فعملت على:

  1. جيش محمد في باكستان


تأسس تنظيم "جيش محمد" على يد مريد عباس يزداني وغلام رضا نقوي عام  1993م  واستخدم التنظيم العنف والاغتيال السياسي، وتعد منطقة ثوكار نياز بيك في ضواحي لاهور في البنجاب معقل التنظيم.

وفي عام 2001 تم اعتبار التنظيم من التنظيمات المتشددة بقرار من حكومة الرئيس برويز مشرف.

  1. لواء "فاطميون" الأفغاني


تأسس هذا اللواء عام 2014 من أبناء أقلية الهزارة الأفغانية الشيعية وبعضهم لاجئ في إيران، وذلك في ظل الحرب السورية وتدعي إيران أنه يهدف إلى حماية المزارات الشيعة المقدسة في سوريا. واللواء هو مجموعة من المرتزقة الأفغان الذين ينالون أجرهم الشهري وهو عبارة عن 500 دولار شهريا لكل واحد منهم.

وكما هو معلوم فقد قُتل مؤسس التنظيم علي الرضا توسلي في درعا السورية.

  1. الحركة الإسلامية في نيجيريا


هي حركة سياسية مذهبية يترأسها الشيخ إبراهيم زكزاكي الذي اعتنق المذهب الشيعي وبدأ بنشر التشيع في البلاد. يقع مركز قيادة الحركة في مدينة زاريا في ولاية كادونا في شمال نيجيريا، ويرتبط بالولي الفقيه الإيراني فقهياً وسياسياً.

تحيي الحركة مراسم يوم القدس العالمي. وفي عام 2015، شن الجيش النيجيري هجوماً على حسينية "بقية الله" وهدمها ، كما قتل ستة من أبناء الشيخ زكزاكي التسعة بين عامي 2014 و2015 والكثير من أتباعه واعتقله هو وزوجته.

  1. كتائب حزب الله العراقية


بعد الإطاحة بنظام صدام حسين وتصاعد النفوذ الشيعي، تشكلت عدة فصائل شيعية مسلحة هدفها مواجهة الاحتلال الأميركي وإقامة دولة إسلامية في العراق. وتوحدت تلك الفصائل عام 2006 لتشكل حزب الله-العراق الذي صنّفته أميركا عام 2009 منظمة إرهابية.

ولا تخفي الكتائب التي تغيّر اسمها بعد الانسحاب الأميركي من العراق إلى "حزب الله-النهضة الإسلامية"، ارتباطها الوثيق بإيران. وقد شاركت في الحرب السورية بحجة الدفاع عن مرقد السيدة زينب في دمشق، وفي عدة معارك ضد تنظيم داعش في العراق.

يترأس الكتائب حالياً أبو مهدي المهندس الذي وُجهت إليه تهمة الإعداد لتفجيرات الكويت عام 1983، والذي تربطه علاقة وثيقة وقوية بقاسم سليماني..

  1. عصائب أهل الحق العراقية


هي حركة مسلحة منذ عام 2004. يترأسها قيس الخزعلي وكانت تعمل كإحدى سرايا جيش المهدي بقيادة السيد مقتدى الصدر، لكنها استقلت عنه تماماً بعد الإعلان عن حل جيش المهدي عام 2008

تلقت العصائب الدعم والتدريب والمال والسلاح من إيران، وانضمت إلى تشكيلات "الحشد الشعبي""

  1. حركة النجباء العراقية


الإسم له دلالة مذهبية حيث قالت السيدة زينب في خطبة لها، في دمشق في مجلس يزيد ابن معاوية: "ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء".  وقد وصفت فيها الإمام الحسين وأهل بيته وأنصاره بـ"حزب الله".

أسس أكرم الكعبي، عقب انشقاقه عن عصائب أهل الحق، ميليشيا "حركة حزب الله النجباء"، عام 2013م وفي الحرب السورية قاتلت الحركة إلى جانب النظام السوري

ولم يخفِ الأمين العام للحركة وتتلقي دعمها المالي من إيران، وقد وصف المتحدث باسم الحركة أبو وارث الموسوي قاسم سليماني بـ"بطل الإنتصارات في المنطقة"، كما وصفه أكرم الكعبي بـ"رجل السلام والمهمات الصعبة"

 

  1. حزب الله الحجاز السعودي


حزب الله الحجاز هو الجناح العسكري لمنظمة "الثورة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية" التي تأسست في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وهي منظمة شيعية سياسية شيرازية معارضة للنظام الملكي السعودي، يقودها الشيخ حسن الصفار.

شاركت المنظمة في اضطرابات القطيف ثم تخلت عن النهج الثوري عقب اتفاق مع الحكومة السعودية في أيلول 1993.

استقل حزب الله الحجاز تدريجياً عن المنظمة الأم. ونفّذ عدة عمليات عسكرية على الأراضي السعودية في الثمانينيات، منها تفجير منشآت شركة صدف البتروكيميائية، وهجمات ضد بعثات ديبلوماسية سعودية في الخارج، وتفجير أبراج الخبر في السعودية عام 1996 والذي قُتل فيه 19 جندياً أمريكياً

صنفته الحكومة السعودية منظمة إرهابية في آذار 2014، واعتقل أحمد المغسل المطلوب دوليا وسعوديا، وأبرز قادة المنظمة في بيروت عام 2015م.

  1. الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين


هي حركة مسلحة بحرينية شيعية هدفت إلى إسقاط نظام آل خليفة الملكي البحريني وإقامة نظام ثيوقراطي شيعي يستند إلى نظرية ولاية الفقيه، متبنيةً مبدأ "انتفاضة جميع المسلمين تحت قيادة الخميني"

قامت الحركة بمحاولة انقلاب عام 1981 بقيادة السيد هادي المدرسي، الزعيم الروحي للحركة، لكنها فشلت. ونشطت الحركة من عام 1981 حتى 1996 وحُلت عام 2002، بعد إصدار عفو عام عن أعضائها المعتقلين في الداخل والمنفيين إلى الخارج.

  1. حركة الجهاد الإسلامي


هي حركة شيعية مسلحة استخدمت العنف الثوري بين عامي 1983 و1992 وأبرز أعضائها عماد مغنية، القيادي في حزب الله اللبناني، والذي اغتيل في شباط 2008م.

درّب عناصر الحرس الثوري الذين أُرسلوا إلى لبنان عناصر الحركة.

وتُعدّ الحركة مسؤولة عن تنفيذ عمليات تفجير عدة مثل تفجير السفارة الأميركية ومقر قيادة المارينز والقوات المظلية الفرنسية عام 1983، وعمليات خطف شخصيات أجنبية وغربية.

  1. حركة أنصار الله (الحوثيون) في اليمن


هي حركة سياسية مذهبية يمنية أنشئت على يد حسن بدر الدين الحوثي عام 1992م وتتبع المذهب الزيدي، وتتخذ من جبال صعدة في شمال اليمن مركزاً لها.

تشكلت الحركة نتيجة للحرمان الذي لاقاه أتباع المذهب الزيدي في اليمن الشمالي، بعد توحيد اليمن الشمالي واليمن الجنوبي. ودخلت الحركة في عدّة جولات من المعارك مع النظام اليمني برئاسة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح وقتل في إحداها، عام 2004، زعيمها حسين بدر الدين الحوثي. كما دخلت الحركة في مواجهات مع الحكومة السعودية في ما عُرف بنزاع صعدة عام 2009.

مع انطلاق الربيع العربي انضم الحوثيون إلى الحراك اليمني والاحتجاجات التي أقصت علي عبد الله صالح عن رئاسة اليمن.

وفي ربيع 2015 تمددت الحركة عسكرياً واحتلت محافظات عدّة والعاصمة صنعاء، وقبل تدخل قوات التحالف العربي في اليمن لـ " دعم الشرعية" ، كانت إيران تنقل عبر اسطول جوي مدني الأسلحة للحوثيين عبر رحلات 8 رحلات أسبوعية، غلى جاء التدخل ، ومع ذلك استمرت إيران في دعمهم وتهريب الأسلحة لهم وتدريبهم وخلافه.

  1. الحشد الشعبي العراقي


تأسست ميليشيا الحشد الشعبي في 13 يونيو 2014م بعد فتوى المرجع الشيعي علي السيستاني بوجوب الجهاد الكفائي لتحرير العراق من تنظيم الدولة.

وليس لها أي تصور سياسي أو برنامج حزبي موحد.. غذ أنه من الواضح أن مهمتها فقط عسكرية تأمر بإمرة قاسم سليماني والسيستاني. والعجيب أن هذه الميليشيا تحولت من التطوع إلى مليشيات نظامية ترعاها الحكومة العراقية وتدربها.

على المستوى الحقوقي، اتهمت منظمة العفو الدولية الحشد الشعبي بقتل عشرات المدنيين السنة في "إعدامات عشوائية"، وأضافت أن ممارساتهم تصل إلى مستوى "جرائم الحرب"، مشيرة إلى أن حكومة حيدر العبادي التي تدعم وتسلح هذه المجموعات تغذي دوامة جديدة وخطيرة من انعدام القانون والفوضى الطائفية في البلاد.